بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 8 فبراير 2014

بين الشيخ محمد عبد الحي الواجدي والقائد الفرنسي


كان في تيميمون قائد عسكري فرنسي، وكان كثيرا ما يوزع هبات الصليب الأحمر الفرنسي، يوزع السكر والشاي والشعير وبعض المواد الغذائية، وكانت آنذاك تسمى (البون) يوزعها على سكان المنطقة، وفي أحد تجمعات أعيان البلاد وكان فيه فقهاء وقضاة، سألهم: هل أنا أدخل الجنة، مثلي الذي يوزع الغذاء على الناس هل يدخل الجنة؟ فقالوا له نعم وكيف لا تدخل الجنة وأنت تفعل كل هذا الخير !!!
ثم لدى مرور القائد الفرنسي بالواجدة سأل سؤاله أحد علماء الواجدة وهو الشيخ سيدي محمد عبد الحي الواجدي (ويسمى بالزناتية: سي محابدلحي)، فرد عليه العالم: إنك لا تدخل الجنة ما لم تسلم وتتشهد بشهادة الاسلام، فغضب القائد وأخذ سيارته إلى تيميمون وأرسل له العسكر ليأتوا به، وفعلا جاءوا به من الواجدة إلى تيميمون، الجنود على خيلهم وهو يمشي خلفهم 14 كيلومتر..
وجمع القائد الفرنسي أولئك الفقهاء والقضاة الذين أفتوا له بدخول الجنة وجاء بالشيخ سيدي محمد عبد الحي، وأعاد عليه السؤال، فرد عليه بإنك لا تدخل الجنة ولا تجد رائحتها ما لم تسلم. فقال القائد: فهؤلاء الفقهاء كلهم أفتوا بدخولي للجنة، فقال له كذبوا عليك.. (وما أشبه أولئك الفقهاء ببعض من ينتسب للعلم اليوم فيما يذهبون إليه من الفتاوي ذات البلاوي)!!
فقال القائد محال أن يكون كل هؤلاء على باطل وأنت وحدك على الحق، فرد عليه العالم الواجدي: لقد أفتوك بالهوى والباطل. فأغرى به القائد أحد الجنود الفرنسيين وقال له صوبْ البندقية وتظاهر بأتك تريد قتله.. فوُجِّهت البندقية نحوه وقال له القائد: والآن ماذا تقول؟ فرد العالم الرباني واثقا بربه ومتمسكاً بعلمه ويقينه: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، أضرب.
عندها تراجع القائد عن فعله، وعلم صدق الرجل وكذب أولئك الفقهاء، وتركه وشأنه.

توفى رحمه الله قبل الاستقلال، وقد أدركه الشيخ سيدي محمد بلكبير آخر عمره عندما كان يدرس في مدرسته بسيدي بوغرارة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق