بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 4 فبراير 2014

مالك بن نبي ... أول من دعا للعولمة دون قهر




إعداد: لمياء قاسمي

يوصف مالك بن نبي بأنه أحد أنبغ عباقرة الفكر الذين أنجبتهم الجزائر، إن مالك بن نبي هو أولا الرجل الذي دعا لتجديد علم التفسير بالاستعانة بالعلوم الإنسانية الحديثة زيادة على العلوم التقليدية مثل الفقه، اللغة والبلاغة والتاريخ وغيرها.
كما أوضح أن الأزمة التي تهز العالم الإسلامي من طنجة إلى جاكرتا هي في الأساس أزمة حضارة ولن تجد لها حلا إلا ضمن مشروع إنشاء حضارة إسلامية جديدة واعتباراً لذلك جاءت الفكرة الأفريقية الآسيوية وكتب كتابه" نحو كومنولث إسلامي".
وفي كتاب "وجهة العالم الإسلامي" بين ضرورة حوار الحضارات وأنه يقوم على الأخذ وحده وهو يوضح أن الحضارة هي نتاج للثقافة والثقافة بدورها ليست إلا مجموعة معارف لا نبوغا في المعرفة وإنما هي سلوك يشترك فيه جميع أفراد المجتمع من أدنى السلم الاجتماعي إلى أعلاه. وأرجع سبب الصراع الفكري ضد قيمنا وأفكارنا دون مراعاة أية مبادئ إلى الفجوات الكبرى التي وجدها في عوامل ضعفنا الداخلية.ولد مالك بن نبي سنة ١٩٠٥ وترعرع في أسرة إسلامية محافظة. فكان والده موظفا بالقضاء الإسلامي حيث حول بحكم وظيفته إلى ولاية تبسة حين بدا مالك بن نبي يتابع دراسته القرآنية. والابتدائية بالمدرسة الفرنسية.
ما بين ١٩٢١و١٩٢٥. وفي نفس الفترة اتصل بحركة الإصلاح الحديثة النشأة آنذاك تحت إشراف العلامة عبد الحميد بن باديس، عين سنة ١٩٢٧ عادلا لدى محكمة أفلوا.وقد استقال من منصبه القضائي فيما بعد سنة ١٩٢٨ إثر نزاع مع كاتب فرنسي لدى المحكمة المدنية، حاول سنة ١٩٢٨ الاشتغال بالتجارة في إطار عائلي إلا أنه لم ينجح في ذلك، وفي ١٩٣٠ على أثر الاحتفال بالذكرى المئوية للاحتلال الفرنسي بالجزائر؛ قرر مالك بن نبي متابعة دراسته بباريس بإعانة مادية من والده. لكن بعد أن قوبل طلب تسجيله بمعهد اللغات الشرقية بالرفض غير المبرر قام بالتسجيل لدى مدرسة التقنيات الكهربائية وتخرج منها سنة ١٩٣٥ في تلك الفترة احتك المفكر بجمعية الشباب المسيحي المتواجدة بباريس حين ألقى أولى محاضراته في ديسمبر ١٩٣١تحت عنوان " لماذا نحن مسلمون" . وأقام علاقات في الوسط الطلابي المسلم وأصبح نائب رئيس جمعية الطلاب المسلمين لشمال أفريقيا.
وفي ١٩٣٨ قام أحد أصدقائه من ولاية تبسه بالتوسط له لدى جمعية العمال المهاجرين في مرسيليا التي كانت تبحث عن شخصية بارزة للإشراف على مؤسسة محو الأمية . لكن نجاح هذه المؤسسة جعل السلطات الفرنسية توجه له أمراً بمغادرة المدينة.
بعد الإعلان عن مسابقة لدى السفارة اليابانية بباريس عام ١٩٤٠ تقدم مالك بن نبي بدراسة حول الإسلام واليابان لكنه نظرا للظروف الصعبة التي كان يعاني منها أثناء الحرب العالمية الثانية وتوقف الدعم المادي من والده. خاصة بعد ٨ نوفمبر ١٩٤٢ حين انقطعت تماما كل الاتصالات بين الجزائر والعاصمة الفرنسية ظل يبحث عن عمل في ألمانيا وقام بتدوين أول وأكبر مؤلفاته" المعجزة القرآنية" لكن المخطوط أحرق على إثر غارة جوية وأعيدت كتابته كمذكرة ونشر بالجزائر سنة ١٩٤٦.
بعد الحرب العالمية الثانية قام رئيس بلدية " درو" حيث يقيم مالك بن نبي وزوجته الفرنسية التي أسلمت بالتآمر عليهما ووضعهما في الحبس الاحتياطي لكن العدالة برأتهما من كل التهم.
ومنذ ١٩٤٦ بدأ مالك بن نبي حياته كمؤلف حيث ألف ١٩٤٧ كتابا عنوانه " لبيك" وفي ١٩٤٨ نشر دراسته تحت عنوان " شروط النهضة" الذي ضمن شهرته.
ومن ١٩٤٨ إلى ١٩٥٥ تعاون بدعم من الصحافة المسلمة آنذاك مع جريدة "الجمهورية الجزائرية" التابعة للاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري.
نشر في باريس سنة ١٩٤٥ كتابة المشهور " دعوة الإسلام" وتمت دعوته من طرف الهند لتقديم كتابه " الأفروآسيوية" لكن انتهى به المقام في القاهرة واستقر هناك.
في أواخر ١٩٥٦ ساهم بتعريف كفاح الشعب الجزائري ونشر ١٩٥٧ دراسة بعنوان " نجدة الجزائر" \
من ١٩٥٧ إلى ١٩٦٢ قام بتنشيط ملتقى إعلامي للتكوين الإيديولوجي مُوَجَّة للطلبة المسلمين . كما تنقل بين القاهرة ولبنان حيث ألقى عدة محاضرات . عند دخوله الجزائر في ١٩٦٣ طلب منه الرئيس بن بيللا فتح مركز للتوجيه الثقافي. واشتغل في منزله بتنظيم عدة ندوات مع الطلبة حيث أطلعهم على خبايا الكفاح الأيديولوجي وتم تعيينه مديراً للتعليم العالي في ١٩٦٤. لكنه استقال في ١٩٦٧ ليتفرغ بالتعاون مع الصحافة الجزائرية خاصة مجلة " الثورة الأفريقية" حيث كان ينشر أسبوعيا مقالات ذات بعد عقائدي.
من سنة ١٩٦٨ إلى ١٩٧٠ شارك في ملتقيات الفكر الإسلامي ولم يتوقف عن إلقاء محاضرات بالجزائر.والعالم العربي .
وواصل كتابة الدراسات التي نذكر منها " دور المسلم في الثلث الأخير من القرن العشرين ببيروت سنة ١٩٧٣ الذي يعتبر وصيته الأخيرة وتوفي ـ رحمه الله بالجزائر العاصمة يوم ٣١ أكتوبر ١٩٧٣ .
يكاد يتفق جميع من تتلمذ على يد مالك بن نبي وكل من قرأ له أن التراث الفكري للأستاذ مالك بن نبي يتميز بطابعه المنهجي العالمي ومنطقه الدقيق الذي لا يدع للعقل وحده وظيفة فهم وتفسير الظاهرة الإنسانية بأكملها بل يبرز للروح دورها ووظيفتها في ذلك كما دعا لتكوين إنسان يجمع بين الأصالة والفعالية بمنهج علمي وعملي.
كتب " مالك بن نبي":
١. الظاهرة القرآنية ١٩٤٦
٢. لبيك ١٩٤٧
٣. شروط النهضة ١٩٤٨
٤. وجهة العالم الإسلامي ١٩٥٤
٥. الفكر الأفريقية الآسيوية ١٩٥٦
٦. النجدة... الشعب الجزائري يباد ١٩٥٧
٧. فكر الكومنولث الإسلامي ١٩٥٨
٨. مشكلة الثقافة ١٩٥٨
٩. الصراع الفكري ١٩٥٩
١٠. حديث في البناء الجديد ١٩٦٠
١١. تأملات ١٩٦١
١٢. في مهب المعركة ١٩٦٢
١٣. آفاق جزائرية ١٩٦٤
١٤. مذكرات شاهد القرن ـ الطفل ١٩٦٥
١٥. إنتاج المستشرقين ١٩٦٨
١٦. الإسلام والديمقراطية ١٩٨٦
١٧. مشكلة الأفكار ١٩٧٠
١٨. مذكرات شاهد القرن ـ الطالب ١٩٧٠
١٩. معنى المرحلة ١٩٧٠
٢٠. المسلم بين الرحلة والتيه ١٩٧٢
٢١. المسلم في عالم الاقتصاد ١٩٧٢
٢٢. دور المسلم في الثلث الأخير من القرن العشرين ١٩٧٥
٢٣. من أجل التغير
كما توجد هناك بعض المخطوطات لم تصدر بعد، منها الجزء الثالث من مذكرات شاهد القرن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق