مقام الشهيد.. رمزية تاريخية، وموقع استراتيجي

يقع مقام الشهيد على هضبة الحامة المطلة على خليج الجزائر العاصمة و ضواحيها, و قد شيد لتخليد جهاد الشعب الجزائري و مقاومته, و تم تدشينه من قبل الرئيس الرحل الشاذلي بن جديد ـ رحمه الله ـ بتاريخ 13 رمضان 1402ه الموافق ل 05 جويلية 1982م.

تم اختيار هذا الموقع لاعتبارات تاريخية و استراتيجية أهمها:

--موقع الهضبة المطل على نواحي مدينة الجزائر مما جعل الجزائريين فيما مضى يتخذونها مرصدا لمراقبة النشاط الملاحي و سواحل المدينة.

-- شهدت هضبة الحامة عدة معارك, منها معركة رد الحملة الصليبية التي قادها (شارلكان) على الجزائر و كانت في 23 أكتوبر سنة 1541, و قد حطمت الضربات المدفعية المنطلقة من هذه الهضبة سفن العدو وردتها منهزمة.

---اجتماع مجموعة 22 بهذه الهضبة يوم 24 جوان 1954 لتحضير اندلاع الثورة التحريرية المجيدة.

--محاذاة فيلا سوزيني للمقام و التي اتخذها الاستعمار الفرنسي مركزا لتعذيب و تقتيل الجزائريين إبان الثورة التحريرية.

--إنطلاق مضاهرات 11 ديسمبر 1960 التي شكلت منعطفا حاسما في مسيرة ثورة أول نوفمبر الخالدة.

يتربع مقام الشهيد على مساحة هكتار واحد, و يتكون من قسمين:

القسم العلوي:

شيد هذا القسم في شكل ثلاث سعفات يبلغ طول الواحدة منها 97 متلرا تتعانق عند ارتفاع 45 مترا في بناء أسطواني ينتهي بقبة, ثم تتفرع لتنتهي عند ارتفاع 92 مترا.

تتوسط الفراغ بين السعفات الثلاث, منصة خصصت للترحم على أرواح الشهداء ووضع باقات الزهور في المناسبات و الزيارات الرسمية.

ينتصب على الجانب الخلفي لكل سعفة تمثال برونزي ضخم:

1-يرمز الاول الى المقاومة الشعبية.

2-يرمز الثاني لجيش التحرير الوطني.

3-يرمز الثالث للجيش الوطني الشعبي.

القسم السفلي:

يشغله المتحف الوطني للمجاهد و هو في شكل أروقة تحيط بقبة الترحم, خصص معضمها للعرض , و الباقي للملاحق الإدارية و الخدماتية الاخرى :

---القاعة الشرفية و قاعة المحاضرات و المكتبة و استوديو لتسجيل الشهادات الحية و تركيب و إنتاج الاشرطة السمعية البصرية و الاقراص المضغوطة و منتدى الاتصال و الانترنت و مخبر الصور و كافيتيريا.