بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 23 أبريل 2015

قصر أحمد باي يروي أسرار عمارته وجواريه لزوار قسنطينة





العرب  صابر بليدي
قصر أحمد باي، معلم تراثي عريق وتحفة معمارية تتزيّن بها قسنطينة، مدينة “الصخر العتيق” احتفاء بها عاصمة للثقافة العربية لعام 2015 يختزن القصر بداخله مسيرة حافلة بالأحداث، ليروي حكايات بعض الأسرار الدفينة لحاكمه وجواريه لأجيال، لم تخطر بأذهانها قصّة القصر الفريد.
تعتبر جدارية قصر الباي أوّل عربون يستقبل به قصر أحمد باي زواره، فعلى امتداد 2000 متر مربع، تزيّن الجدارية المتعددة الزخارف قصر بايلك الشرق، أي حاكم إقليم الشرق، وفق التقسيم الإداري العثماني، وهي بمثابة وثيقة مرجعية أصلية، تتناول الرحلة الطويلة لصاحب المكان.
تقول شادية خلف الله، مديرة المتحف الوطني العمومي للفنون والتعابير الشعبية، إن هذه الجدارية “لم تبح بعد بجميع أسرارها بالتأريخ وبقراءة مختلف الأحداث التاريخية التي عايشها أحمد باي، مثل تلك المعارك التي شارك فيها، إلى جانب داي الجزائر العاصمة، ومختلف رحلاته إلى الشرق الأوسط”.
ويمكن للمتمعّن في الجدارية المدهشة، التي تتحدث عن رحلة قام بها أحمد باي للوصول إلى البقاع المقدسة، أن يمتّع نظره بجمال تونس وحلق الوادي وطرابلس، وميناء الإسكندرية حيث ترسو الفرقاطات والقاهرة بمساجدها.
يذكر أنّ الجدارية تعرّضت للتشويه من إدارة الاحتلال الفرنسي للجزائر، التي وضعت عليها ست طبقات أخرى، مشوّهة بذلك أصالة الطبقة الأولى، في محاولة منها لطمس معالم هذه التحفة المعمارية، التي تنطوي على براعة الهندسة المعمارية الشرقية، ورغم ذلك تبقى الجدارية صامدة بإثبات حضورها على جميع الجدران الداخلية للقصر، مثل ألبوم الصور التاريخية.
وتذكر خلف الله، خلال شرحها للجدارية المتعددة الزخارف، بأن أحمد باي شرع في رحلته التي دامت 15 شهرا في 1818، بينما كان مجرد خليفة منطقة، وهو ما يعني سبع سنوات قبل تعيينه على رأس بايلك.
وتضيف “انطلقت رحلته من أمام جسر سيدي راشد الحالي الواضح في الجدارية، ليلتحق بحلق الوادي ومدينة رادس الساحلية بتونس ثم طرابلس، ليمرّ بعدها على جزيرة جبل حسان بالمملكة العربية السعودية”.
وتبرز الرسوم التوضيحية لهذه التحفة الفنية 44 علما وراية، و3 مساجد و78 نوعا من الأشجار و36 سفينة شراعية و66 فرقاطة، وعديد المنازل ومختلف أنواع المباني البسيطة أو ذات القباب، و69 مئذنة و55 قبة و134 شجرة نخيل وعدة عبارات مكتوبة، 23 منها فقط سهلة القراءة و4 أنواع من الطيور و7 طواحين مائية وهوائية و4 قصور.
ويمكن تمييز البقاع المقدسة بالمدينة ومكة، إضافة إلى مدن جدة والإسكندرية وإسطنبول، المعروفة بالجامع الأزرق ذي المآذن الست، والإسماعيلية وجزيرة خالكي وجزيرة كانديا ببحر إيجا.
وتقول الروايات إنّ فكرة بناء قصر الباي، تعود إلى تأثر أحمد باي أثناء زيارته للبقاع المقدسة بفنّ العمارة الإسلامية، فأراد أن يترجم افتتانه بهذا الفن ببناء قصر في قسنطينة، الذي انطلقت الأشغال الفعلية لبنائه العام 1827 ليكتمل تشييده العام 1835. وهو ما يعني أنّ إقامة أحمد باي بالقصر لم تستمر سوى سنتين قبل سقوط قسنطينة بيد الاحتلال الفرنسي عام 1837.
ويمتد القصر على مساحة إجمالية تقدر بحوالي 5600 متر مربع، ويتميز باتساعه ودقة توزيع أجنحته المتساوية في الشكل والمضمون.
ويمكن لزائري القصر الاستمتاع بالنقوش والزخرفة الضاربة في العمق الحضاري للمنطقة، حيث يشتمل طابقه الأرضي على حدائق عدة وفناءات رحبة، كما يحتوي على 121 غرفة و500 باب ونافذة مصنوعة من خشب الأرز المنقوش بمهارة، والمطلي بالألوان الفاتحة الحمراء والخضراء والصفراء، علاوة على 30 رواقا، تكمن مهمتها في تسهيل مرور التيار الهوائي عبر مختلف أرجاء القصر، وحوالي 250 عمودا من الرخام الأصلي.
يحيط بالقصر خمسة أقواس تقابلها حدائق مفتوحة على مصراعيها لاحتضان الطبيعة، فيما يتوسّطه حوض كبير، يقال إن نساء أحمد باي وجواريه كنّ يستجممن فيه بالمياه الباردة المتدفقة من أعلى القصر، والتي كانت في الغالب تتشكل كشلالات تمتد مياهها إلى أسفل القصر حيث تربّى الأسماك.
أما الطابق العلوي من القصر فيؤدي إلى فناء كبير، هو الآخر مزيّن بأروقة ذات أقواس وشقق شبيه بالطابق السفلي، حيث تقول بعض المخطوطات إن أحمد باي أصرّ على أن تكون غرف القصر متشابهة، وربّما ما يميّز الطابق الثاني هو غرفة فاطمة ابنة أحمد باي، التي تبدو بأنها مختلفة عن باقي الغرف، إضافة إلى غرف رحبة، بجوارها حمام ذو هندسة مغاربية كان مخصصا للباي ونسائه.
وقد روّج عن أحمد باي، في عدد من وثائق المستشرقين، أنّ قصره كان يعجّ بالجواري، ويحتضن تحديدا 385 جارية، تقمن في عشرات غرف القصر وأجنحته الفسيحة. وتقول بعض الروايات إنّ الحاج أحمد باي لئن كان محبّا لجمال المعمار فإنّه كان كذلك مهووسا بالنساء الجميلات، ممّا جعله يستكثر الجواري في قصره، إلى جانب نسائه الأربع. ويفسّر بعض الرواة كثرة غرف القصر وتشابهها بأنّ الحاكم كان لا يهوى الاستقرار الدائم في أحد أجنحته، بل يفضّل التجوال بينها كلّ ليلة، والمرور على جواريه، كي لا يعتريه الملل. وتقول بعض المصادر إنّه بعد إخراج الباي من قصره عند سقوط قسنطينة على يد الاحتلال الفرنسي، تحوّل هذا العدد الهائل من الجواري إلى الإقامة في بيت دعارة، في “باب الجابية بالسويقة” أقامه الفرنسيون للغرض، تماما مثلما فعلوا في كلّ المدن الكبرى التي احتلوها في المنطقة.
ومع ذلك فقد شكّك الباحث الجزائري، احميدة عميراوي، في صحّة هذه المعطيات، معتبرا أنها مبالغة مغرضة ومغالطة تاريخية لتشويه أحمد الباي، نظرا إلى عدم وجود أسانيد تؤكّد ذلك سوى وثائق قليلة خلّفها بعض الضباط الفرنسيين مثل شارل فيرو.

يذكر أنّ أحمد باي كان قد عيّن حاكما على بايلك الشرق العام 1826، فشهدت قسنطينة في عهده استقرارا كبيرا إلى غاية العام 1837، تاريخ سقوطها على يد الفرنسيين، بعد معركتين ضاريتين خاضهما الحاج أحمد باي، أي بعد نحو سبع سنوات من احتلال الجزائر. ونظرا لبهاء القصر، اتخذه قائد الجيش الفرنسي، الجنرال بيرتراند كلوزيل، مقرّا له.

الأربعاء، 15 أبريل 2015

أهرامات الجزائر.. أسرار مائة مَعلم مغيّب !



الشروق أون لاين: كامل الشيرازي

كشف الكاتب والباحث "بشير صحراوي" عن مائة هرم جزائري لا تزال مرتكنة في الظلّ، ويعزو صحراوي عدم اشتهار هذه الأهرامات الجزائرية على منوال نظيراتها المصرية، إلى ما يسميه "تعتيم قوى خفية".
في حديث مطوّل خصّ به "الشروق أون لاين"، ينوّه  "صحراوي" بكون أهرامات الجزائر تعد الأقوى في العالم فيما يخص نقل الطاقة، بيد أنّه يستغرب الإهمال الذي يفتك بهذا الموروث، وما يسميه "انفراد البعض بهذه الأسرار".
تابعوا النص الكامل للحوار:

ماذا عن حقيقة الأهرامات الموجودة في الجزائر؟
  هناك أهرامات كثيرة متوزعة على طول الجزائر، وهي أهرامات خارقة للعادة، من منطقتي تيبازة وباتنة، وصولا إلى الهرمين الموجودين بوادي التافنة في تلمسان، فضلا عن 13 هرما بضاحية فرندة التابعة لولاية تيارت، ولو أحصيت جميع أهرامات الجزائر، لتوصّلنا إلى كونها تفوق المائة.
تاريخيا، المسألة تمتد إلى عصور ما قبل المسيح عيسى عليه السلام، حيث كان هناك بمنطقة الغرب الجزائري ملوك على رأس إمارات متناثرة هنا وهناك، ومن آثار ومعالم هؤلاء الملوك الأمازيغ، أهرامات الجدار العجيبة التي تخفي أسرار ورموز كثيرة لم يتوصل بعد الباحثون والمنقبون الجزائريون والأجانب إلى تبيانها وحل أسرارها وألغازها.

ما مدى صحة بناء هذه الأهرامات التي أبهرت الكثير من علماء الآثار والمستكشفين، قبل ميلاد المسيح عليه السلام؟
يرجح أنها قد بُنيت في الفترة نفسها التي بُنيت فيها أهرامات مصر بالجيزة (خوفو، خفرع ومنقرع) وبتفاوت قليل في الزمن، ويعدّ الجدار (أ) هو الأقدم من بين الكل ويعود تاريخه إلى القرن الخامس الميلادي.
أول هرم بُني في مصر، هو هرم جوزار 5 آلاف سنة قبل الميلاد – ثمّ هرم خوفو المندرجة ضمن عجائب الدنيا السبع، بينما الأمازيغ الذي بنوا الأهرامات، كانت لهم حضارة كبيرة جدا، وهي أهرامات بُنيت قبل المسيح، وجرى العثور على جداريات هذه الأهرامات وجدوا رموز إغريقية تدل على وجود علاقة بين قدماء الأمازيغ والإغريق، والإغريق لم يكونوا يتعاملون مع أي شعب.
وهذه الأهرامات المتواجدة على بعد 30 كلم من مدينة تيارت، تكوّن مجموعتين متباعدتين عن بعضهما بـ 6 كلم، وبالجبل المسمى "جبل لخضر" توجد ثلاثة أهرامات مصنفة (أ ب ت) وبجبل عراوي توجد عشرة أخرى مصنفة من (ث إلى ش) بقاعدة مربعة تتراوح ما بين 12م  و 46م  وبارتفاع يصل إلى 18 متر.

متخصصون قرعوا أجراس الإنذار تبعا لحالة الأهرامات وسط مزاعم فرنسية تشكك في أهرامات الجدار ..
  بالفعل، العديد من هذه الأهرامات باتت عرضة للتخريب والسرقة والإندثار، لذا هي في حالة تدهور متقدمة جد
بالنسبة لما أشرتم إليه، يقول الباحث الفرنسي "روني بيار" في أبحاثه المبهمة والغير عقلانية "العصور المظلمة للمغرب العربي" أي من بداية الغزو الروماني إلى الفتح الإسلامي.
هذا الباحث المنحاز لجهات خفية وسرية، يريد أن يوهم الناس أن عصر الأمازيغ كان بدائيا وساذجا والرومان هم الذين جاءوا بالحضارة إلى شمال إفريقيا ويستدل بوجود بعض الكتابات اللاتينية على جدران هذه الأهرامات الفريدة من نوعها.
وقال "بيار" أيضا أن الجدار (أ) هو ضريح لحاكم روماني عظيم حكم المنطقة وأقام بها عمران بديع، لكن كوكبة من الباحثين واكبوا التاريخ الصحيح والموثوق وأثبتوا أنّ هذه الأهرامات يعود بنائها إلى آلاف السنين وهي أقدم المعالم بإفريقيا الشمالية.
وذكر المؤرخ الكبير "ابن خلدون": نقل ابن الرقيق القيرواني وهو مؤرخ وجغرافي ومستكشف عربي مغربي عن المنصور أنه رأى في حملة إستكشافية، آثار قديمة منتصبة فوق ثلاثة جبال وكانت تبدو وكأنها أضرحة فوق ظهور حمير، وعلى إحدى الحجارة لهذه الأطلال اكتشف نقش كتب بلغة قديمة ترجمه المترجمون الأكفاء هذا هو نصه: أنا سليمان الستراتقوسي.
وكلمة ستراتقوسي باليونانية تعني قائد الجيوش. هذا النقش الذي تكلم عنه ابن خلدون وهو المؤرخ القدير الذي له مكانة كبيرة لدى جمهور العلماء والذي يستدل به الكثير من المؤرخين والباحثين، يعطي دلالة على أن الإغريق دخلوا بلاد شمال إفريقيا ووجدوا فيها آثار ومعالم رائعة ومبهرة تعكس قوة حضارة كانت هناك لشعب متعلم متحضر ومحارب متمرد.

وماذا عن أهرامات " الجدار" بفرندة التي تتمظهر كآثار جنائزية وأضرحة؟
في منطقة فرندة، توجد ثلاثة عشر هرما المسماة " الجدار" وهي تبدو كآثار جنائزية وأضرحة لملوك عظماء حكموا الممالك الأمازيغية قبل تأسيس نوميديا من طرف ماسينيسا. وهناك أهرامات أخرى مشابهة لأهرامات فرندة كالهرم النوميدي " إمدغاسن" الموجود ببلدية بوميا التابعة لولاية باتنة والذي يعود بناءه إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وكذلك الهرم الضريح للملك الموريتاني النوميدي الموجود ببلدية سيدي راشد التابعة لولاية تيبازة، وضريح "سيڨا" بجبل السخنة في وادي التافنة للملك النوميدي "سيفاكس"، وضريح "بورغو" النوميدي المسمى صخرة "الهنشير بورغو" في القرن الرابع قبل الميلاد، وهناك أيضا ضريح "تين هينان" ملكة شعب الطوارق الأصيل بمنطقة أباليسا في الهوقار بولاية تمنراست، والموجود على علو 850 متر والذي شيد منذ خمسة قرون قبل الميلاد.

كيف تفسرون عدم إدراك الكثير من الجزائريين وجود أهرامات في بلدهم؟
هنا يد مخرّبة في الموضوع، هناك تعتيم، مجموعة من الناس لا تريد كشف كل حقائق أهرامات الجزائر ، لأنّ كشف حقائق يعني وجود حضارة كبيرة في شمال إفريقيا، وذاك ما يفسر بقاء أهرامات الجزائر مجهولة.
ألقيت محاضرة مؤخرا في المجلس الأعلى للغة العربية، ولاحظت إنّ 99 بالمائة ممن كانوا حاضرين يجهلون هذا، مع أنّ الأهرامات الجزائرية حقيقة لا يمكن نكرانها، وأكثرها عراقة الخمس مغارات التي تستوعبها بلدية فرندة بتيارت، بينها المغارة التي كتب فيها العلاّمة "عبد الرحمن بن خلدون" المقدمة الشهيرة.
ونشير أيضا إلى هرم "إيمدغسان" في باتنة، وكذا الهرم الموريتاني في بلدية سيدي راشد بتيبازة، والخلفية معروفة فماسينسا لما كوّن نوميديا اتسعت حتى موريتانيا، علما إنّ الأهرامات الموجودة  في ولاية تيارت بُنيت قبل تشكيل نوميديا.
إلى حد الآن، لا توجد بحوث عدا تلك التي أنجزتها فاطمة قادري الباحثة في علم الآثار      
أضرب مثلا قرية "باجيرو" ببلدية الحامة دائرة صالح باي ولاية سطيف، يُطلق عليها الآن مسمى "باجرو" وهو اسم حاكم روماني، في هذه المنطقة تحس كما لو أنّك في جميلة وهي منطقة رومانية، وهي آثار لم تؤخذ بعين الاعتبار لا من البلدية، أو الولاية وحتى الوزارة.

ما الذي يزعج الجهات المعنية للقيام بأبحاث؟
 
هناك سرّ، راسلنا المسؤولين، ولم يكن هناك رجع صدى، نحس هناك قوة خفية ترفض غوصا أكبر في تاريخ الأهرامات وعرّابيها، مع أنّ تاريخ الجزائر ينطوي على إرث الرومان والفينيقي
هناك أناس منزعجون من تماس الحضارة الأمازيغية بنظيرتها الاغريقية، بينما تراث الفراعنة وكذا المايا والخمير وغيرهما لا يزال يحظ بأبحاث مستمرة، في وقت الأبحاث توقفت فجأة حول ضريح "تينهينان" في "أبالسة"، هو موجود في الباردو، لكن ليس هناك أي إشارة دالة، لأنّ الحقائق التاريخية تقول إنّ تينهنان أمازيغية نزحت من جنوب المغرب الأقصى، من قبيلة "البيرابير" وهي موجودة إلى حد الآن هناك.
تينهنان كانت تجيد علم الفلك، الأدب، وكانت شاعرة كبيرة فضلا عن إجادتها الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء، وتثمين هذه الذخائر سيصطدم بخلفية سياسية ، طالما إنّ تينهنان منحدرة من جنوب المغرب، مع أنّ هذا لن يمس بتاريخ منطقة شمال إفريقيا التي كان يؤمّها قدماء الأمازيغ.
وأقحم هنا شخصية "شعيب ابن مدين ابن حسن الأنصاري الاشبيلي الأندلسي" الذي كان في الأندلس ثمّ انتقل إلى المغرب الأقصى، ثمّ بجاية التي استقر فيها علما وتعلما، حيث كوّن ألف عالم في بجاية وكان له أعداء جرى تسميتهم "علماء البلاط"، وتزوج هناك بحبشية مسلمة وأنجب "مدين"، ولم يغادر بجاية البتة، إلا حين استدعاه السلطان المريني في المغرب فمرّ بتلمسان، وهناك مرض ولم يصل جبل سيدي بومدين توفي هناك ، وهو معروف بكون تسميته "جبل العباد" فدُفن هناك، وأقيم له ضريح، عقبها، طلب السلطان المريني أن يُبنى مسجد قرب مكان دفن هذا العالم الصالح.
لكن المؤسف أنّ كل المؤلفات الصادرة، بصيغة "سيدي بومدين التلمساني" مع أنّ لا علاقة له بمدينة تلمسان، وكل المصنفات تربطه ببجاية، والأمر الخطير أنّ ضريح "لالا ستي" في جبل العبّاد وهي أسطورة يهودية صارت بمثابة "تاج محلّ"، وتحاول من أسميها "نخبة الشرّ" وشارك سيدي شعيب أبو مدين رفقة مجموعة من المغاربيين في معركة حطين ومع صلاح الدين الأيوبي، وبُترت ذراعه اليسرى، فقام "صلاح الدين" بإكرام الشيخ وأتباعه، بمنحهم وقف "حائط المغاربة"، وقام "موشي دايان" في 1967، بتدمير كل المكان، ما يبيّن حقده الكبير تجاه الجزائريين

ما الذي يميّز أهرامات الجزائر عن تلك البارزة في مصر؟
لاحظ الفاتحون إنّ الأهرامات الجزائرية مستطيلة الشكل وليست مربعة كأهرامات مصر، تمتاز بالطول: 32 – 34 مترا، والعرض: 15 – 17 مترا.
والسرّ في أهرامات الجزائر هي طريقة بنائها، فهي مخالفة لأهرامات مصر، إذ تنتهي أهرامات الجزائر في الأعلى بقبب وليس كنظيراتها المصرية التي تنتهي بسهام، وتشترك الأهرامات في الجزائر وغيرها في كونها أقوى الأشكال التي تمتص الطاقة، على غرار المسلّة المصممة في برج دبي، والموجودة في مكة – منطقة الرجم – من وقت سيدنا إبراهيم عليه السلام، وفي مناسك الحج، يرجم الحجاج المسلّة لأنّها تجذب كل الأرواح الشريرة.
واللافت إنّ آل سعود نزعوا المسلّة ووضعوها في جبل عرفات، وبنوا مكانها جدارً، وهذه المسلّة تمتص الطاقة السلبية لا الايجابية، ونجدها كذلك في البرازيل، بريطانيا، مصر وغيرها، مثلما هي موجودة أيضا في منطقة البويرة

بحثتم كثيرا في بنية الأهرامات الجزائرية، ماذا عن نشوئها وتموقعها؟
الهرم الجزائري يتضمن العديد من الدهاليز والغرف، وكل غرفة لها خصائصها، وأوضّح هنا إنّ الأهرامات بُنيت بحسب مواقع النجوم، وذاك واضح في حالة فرندة مثلا، والحسابات قيست حسب مواقع النجوم لأنّ الأخيرة لها تأثير على الأرض
والدليل ذلك إنّ الماسونية جرى تدوين فكرها منذ عهد كتب "الكابالا" في الأهرامات على يد "إسحاق الكفيف"، ولما بحثنا في الحضارة الفرعونية، وجدنا إنّ الفراعنة دوّنوا كل أعمالهم بما فيها تحنيط المومياوات، عدا بناء الأهرامات.

وهذا ما يبيّن أنّ أسرار بناء الأهرامات أخذت من طرف نخبة معيّنة...؟
صحيح، هذا دليل على انفراد البعض بهذه الأسرار، والأمر له صلة في رأيي بالضحالة المتكرّسة في ديارنا، ففرنسا 6 آلاف باحث في التاريخ وعلم الآثار، ألمانيا لها 8 آلاف باحث، اليابان 12 ألف باحث، بينما الجزائر لديها 20 باحثا وغالبيتهم من الإداريين الذين لا يقومون بأبحاث.
الأمر مؤس وغريب، حين نقارن بين مساحات فرنسا، ألمانيا واليابان مع مساحة الجزائر، تلك الدول لا تضاهي جغرافيتنا، ومع ذلك تفوقنا، وهذا ما يفرز تساؤلات، خصوصا وأنّ أهرامات فرندة وغيرها، لم تستفد من أي أبحاث، والمشكلة في كون هذه الأهرامات منسية وذاهبة للاندثار.
ولاحظت لدى زيارتي الآثار الرومانية في مدينة جميلة، أمورا غريبة جدا كجلب بنّائين يقومون بأشغال ترميم عشوائية بالاسمنت والآجر   !
أترحم هنا على روح الفقيدة "فاطمة قادري" الباحثة الشهيرة في علم الآثار، التي توفيت عن عمر يناهز 73 سنة، وساهمت بأبحاثها وحفرياتها وكتاباتها لحل وكشف أسرار هذه المعالم التاريخية التي تزخر بها بلادنا منذ آلاف السنين، واستنادا إلى شهادة "فاطمة قادري"، فإنّ الأهرامات في فرندة، تسمى "الجدار" les jdeddars    ، وهو توصيف مأخوذ من العربية
أحست "فاطمة قادري" الباحثة الشهيرة في علم الآثار، براحة نفسية عالية جدا في أهرامات الجزائر وقارنتها بالمساجد سواء في فرندة أو في أماكن أخرى

لماذا صممت الأهرامات الجزائرية بهذه الطريقة وعلى أي خلفية؟
يجب أن نعلم أن هناك علاقة بين علم الهندسة والطاقة وكذلك يجب أن نعلم أيضا أن كل شيء موجود هو عبارة عن طاقة. فإذا فككنا أي شيء إلى أصغر هيكل من الجزيئات سنجد ذرة متكونة من نواة، إلكترونات وبروتونات وهذا يعني أن جوهر كل شيء يتكون من طاقة. فالكون كله طاقة من حولنا والله تبارك وتعالى خلق كل شيء وأعطاه طاقة. ونحن البشر خلقنا الله كناقلي طاقة حيث يمكن التأثير علينا من خلال الطاقة الموجودة حولنا ويمكننا أيضا التأثير على هذه الطاقة التي من حولنا. إذن فبإمكاننا إصدار طاقة إيجابية أو طاقة سلبية وكذلك يمكننا أن نتأثر بطاقة إيجابية أو بطاقة سلبية.      
المهندسون والمصممون الأوائل كانوا يدركون جيدا أهمية الطاقة التي تملأ الكون وتأثيرها على كل ما هو موجود، لذا كانوا يشيدون أبنيتهم بطريقة مدروسة وبحسابات مدققة وفي أماكن محددة من أجل استقبال وإرسال الطاقة. وتكون هذه الطاقة الهائلة هبوطا وصعودا واستقبالا وإرسالا ويمكن استقبالها إما بشكل إيجابي وإما بشكل سلبي.
ومن أهم التصاميم المميزة لنقل هذه الطاقة الأهرامات التي تعد الأقوى في العالم فيما يخص نقل الطاقة. هذه الأهرامات العجيبة والمليئة بالأسرار يعتقد الكثير من الناس أنها مجرد أضرحة لفراعنة وملوك حكموا البلاد والعباد خلال العصور الغابرة، ولكن في حقيقة الأمر شيدت لهدف وغرض آخر لا يعلمه إلا القليل من النخبة الحاكمة في مصير الشعوب والهيمنة على العالم
هذه الأهرامات لم تبنى لتكون أضرحة فقط لفراعنة أو ملوك أو حكام بل لتكون مخابر ودهاليز للاتصالات السرية والمعقدة مع خلائق شريرة تكتسب قدرات خارقة. والعجيب في الأمر أن هذه الأهرامات بنيت حسب مواقع لنجوم معينة تعرفها النخبة حق المعرفة وفي أماكن تكون بها الطاقة قوية جدا. وهناك أيضا الإنحناءات المقصودة لكل هرم وأشياء أخرى معقدة التصميم يطول الحديث عنها حاليا.
لقد تم بناء هذه الهياكل بهندسة دقيقة جدا في تلك العصور وإقامتها في أماكن معينة على نقاط تقاطعات خفية وسرية تسمى (نقاط التقاطع)، ولما تتزامن هذه المنشآت مع نقاط خطوط الطاقة وعلم الهندسة تنشأ بما يسمى "بوابة النجوم" وهذا يمكن بإنشاء مداخل إلى أبعاد موازية لعالمنا.

كيف يتم ذلك؟
 
عندما نطلق طاقة إيجابية تتحد هذه الطاقة مع طاقة خارجية من النوع نفسه، فتبقى في حقل إيجابي ونحس بالراحة النفسية والروحية، وعندما نطلق طاقة سلبية تتحد مع طاقة أخرى سلبية تجعلنا في حقل سلبي للطاقة تعود علينا بالسلبية فنحس بالتعب والضيق النفسي والقلق، فما يرسل منا يعود إلينا. فعلى سبيل المثال عندما ندخل المسجد فإننا سوف نشعر مباشرة بالطاقة الإيجابية الروحية وهذا راجع إلى تلاحم الطاقتين الإيجابيتين للإنسان والمسجد، وبفعل هذه العبادة فإن الطاقة التي يتم نقلها وتداولها تكون بهذه الحالة الإيجابية والروحية، وهذا ما جعل كل المساجد مبنية بنفس الطريقة ونفس التصميم من أجل نقل هذه الطاقة الإيجابية. وللعلم فإن المآذن ذو الثمانية أضلاع والقبب والأهرامات هي أكثر الهياكل قوة من حيث نقل واستقبال الطاقة.

الملفت للنظر أن أهرامات مصر والسودان وأمريكا الجنوبية تختلف تماما عن أهرامات الجزائر، فأهرامات الجزائر المربعة الشكل في القاعدة تنتهي في الأعلى بقبب كقبب المساجد وهذا هو السر في شكلها الفريد والمنفرد، بينما أهرامات مصر والمشابهة لها تنتهي كلها في الأعلى بنفس الشكل (رأس مدبب وهو قمة الهرم)، ما هو السر في هذا الاختلاف ؟  
إنّ الهرم الفرعوني كشكل هندسي فريد من نوعه له خصائص عجيبة ومدهشة تتلخص في اجتماع قوى هائلة خارقة. فمن خلال القمة أي الرأس يمتص الهرم الطاقة الكونية ويوجهها إلى الأسفل ثم تنتشر هذه الطاقة الهائلة إلى مركز القاعدة فينتج خط شعاعي مستقيم من الأعلى إلى الأسفل يشبه شعاع الليزر فتنتج تفاعلات قوية كهرومغناطيسية مكثفة داخل الهرم وهذا كله يتم بتأثير النجوم كالشمس وهو النجم الأقرب إلى الأرض (إله الشمس عند الفراعنة) وقوى كونية أخرى.
وبهذا الكم الهائل من الطاقة تسعى النخبة للتواصل مع العوالم الخارجية الموازية لعالمنا عن طريق علوم السحر (الكابالا) والتنجيم والدجل وتقديم القرابين إلخ.... ولأن هذه الطاقة المركزة داخل الهرم تكون سلبية - طبعا نظرا للأعمال والتصرفات المنافية لطبيعة وفطرة البشر التي تقوم بها النخبة - فهي تجلب الأرواح الشريرة والمخلوقات المؤذية لتتعامل معها وتتعلم منها العلوم الخفية الخارقة كالسحر والدجل والتنويم والتلاعب بالعقول والتحريك الذهني والتخاطر وإلى ما ذلك من مكر وخداع.                                      
الهرم الأمازيغي هو عكس ذلك تماما، فبشكله المربع في القاعدة والمدبب في الأعلى الذي يشبه قبة المسجد - وهذا هو الملفت للنظر حقا- يمتص هو الآخر الطاقة الهائلة الموجودة في الكون والمنبعثة من المجرات والنجوم وأجسام أخرى لم نعلمها بعد، فتحدث بداخله تفاعلات قوية خارقة تكون إيجابية نظرا لقبته في الأعلى التي تميزه عن الأهرامات الأخرى ونظرا أيضا للتصرفات السليمة والعقلانية للإنسان الأمازيغي العاقل والعارف لأمور الظواهر الطبيعة، الهندسة، الحساب، الفيزياء ولكل العلوم والمعارف المفيدة له، فتتولد بما يسمى الطاقة الإيجابية التي تمده بالراحة النفسية والطمأنينة وقوة العقل والجسد وسلامة التفكير تماما كما يحدث داخل المسجد من تفاعلات إيجابية. الإنسان الأمازيغي الذي كان يتحرك بفطرته السليمة وعفويته الناضجة واحترامه لقوانين الطبيعة والتعامل معها بشكل إيجابي وسليم، أحسن التصرف في تعاملاته مع الحضارات والشعوب المجاورة له وتفاعل معها بكل جدية وصدق، كما أخذ وأعطى الكثير من المعارف والعلوم والثقافة والفنون.
لنحيي هذا الشعب العظيم الذي أعطى قوة حضارة لا حضارة قوة. وللتذكير فإن الشعب الأمازيغي هو شعب أصيل سكن شمال إفريقيا منذ القدم (قبل ميلاد المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام) بقرون وهذا قبل دخول الفينيقيين والوندال والرومان والعرب المسلمين أثاء الفتح.                                         

ومن أراد أن يتوسع أكثر في تاريخ الأمازيغ بشمال إفريقيا وبلدان أخرى مجاورة، فعليه أن يراجع كتاب "العبر وديوان المبتدأ والخبر" للمؤرخ الكبير "عبد الرحمان ابن خلدون" ومراجع أخرى موثوقة لمؤرخين وباحثين جزائريين ومستشرقين.

الجمعة، 10 أبريل 2015

سجن 'سركاجي' الجزائري من رهبة المقصلة إلى رواية التاريخ




العرب  صابر بليدي
        
يعد سجن سركاجي من أشهر السجون في الجزائر، وقد بني في عهد الحكم العثماني للبلاد وكان حصنا يحرس العاصمة من تحرشات الأسبان، ثم حولته السلطات الفرنسية الاستعمارية إلى سجن في عام 1856، وشهد العشرات من عمليات الإعدام في حق المناضلين الجزائريين أثناء ثورة التحرير.
وارتبط السجن بأبشع ممارسات التعذيب وتنفيذ أحكام الإعدام اللاإنسانية ضد المناضلين بالمقصلة، حيث احتضن المئات منهم في زنزاناته المظلمة والباردة قبل تنفيذ أحكام الإعدام فيهم. ومن بين هؤلاء أحمد زبانة وعبدالقادر فراج، اللذان أعدما في نفس اليوم بتاريخ 19 يونيو 1956، أو فرناند إيفتون الذي أعدم يوم 13 فبراير 1957.
وتقول مصادر تاريخية أن الجيش الفرنسي الذي كان يحكم الجزائر بيد من حديد، قام بإعدام ما لا يقل عن 58 مناضلا في سبيل القضية الوطنية، من بينهم سعيد تواتي وبوعلام رحال وطالب عبد الرحمن في ساحة السجن، التي كانت تشهد هتافات “تحيا الجزائر” المنبعثة من حناجر المناضلين من داخل الزنزانات، كلما نفذ حكم الإعدام في أحد منهم.
ويقول مقيم قديم في حي القصبة القريب، أن “السجن كان مكانا مروعا، وكان أحمد زبانة وعبدالقادر فراج، أول من نفذ فيهما حكم الإعدام، وكان هذا التنفيذ في غاية البشاعة حيث أعدم زبانة في ثلاث مرات، وأذكر جيدا أن هذا التنفيذ كان بشعا، حيث بقي زبانة حيا بعد محاولتين، قبل أن يستشهد في المحاولة الثالثة.
وأكد وزير العدل طيب لوح أن هذا القرار نابع خاصة من “طلبات مخرجين سينمائيين ومنتجين وفنانين للقيام بتصوير أفلام ولقطات داخل سجن سركاجي، الذي يبقى من بين المعالم الشاهدة على فظائع جرائم الاستعمار.
ومن بين مناضلي القضية الوطنية الذين مروا من هذا السجن، المناضل والشاعر مفدي زكريا صاحب النشيد الرسمي للدولة الجزائرية، هنري علاق، جميلة بوحيرد، رابح بيطاط، آن شتينر، زهرة ظريف، بن يوسف بن خدة وعبان رمضان.. وغيرهم.

وغداة الاستقلال اقترح الرئيس الراحل أحمد بن بلة تحويل السجن إلى متحف لوجود العديد من الكتابات التي تركها شهداء الثورة على الجدران، وتم بالفعل غلقه لمدة قصيرة وصنف معلما تاريخيا كشاهد على القمع الاستعماري، إلى أن أعيد فتحه سنة 1965 وتعاد تسميته بـ”سجن سركاجي”.

الأحد، 5 أبريل 2015

شرشال لؤلؤة الساحل الجزائري




تطل مدينة شرشال أو القيصرية على الواجهة الساحلية للجزائر، ويعترف كل زائر لها أنها ليست ككل المدن الجزائرية.
وتجمع شرشال بين ثلاثة أشياء زرقة البحر والمناظر الطبيعية، من أشجار وجبال خلابة محيطة بها، والآثار الرومانية كشاهد على حقبة تاريخية قديمة.
ويرى الزائر في المدينة المتحف الأثري المفتوح الذي يقع وسط غابة من الأشجار والحجارة الضخمة التي تعود إلى عهد الرومان. وفيه يكتشف السائح المعالم الأثرية بالمدينة، حيث يرى المدرج الروماني أو كما يسمى (الميدان) الذي كانت تتدرب فيه الأسود وتستعرض فيه مبارزات الفرسان، بالإضافة إلى العروض المسرحية.
وسميت شرشال بالمتحف المفتوح باعتبارها تحتوي على آثار تعود إلى أكثر من خمسة عشر قرنا، ولكنها مازالت إلى يومنا هذا شاهدة على تلك الحقبة التاريخية.
ومن يدخل مدينة شرشال السياحية لا يمكن أن يخرج منها دون أن يستحضر حكايات الأجداد والرجوع إلى الماضي، إلى عمق التاريخ وعمق الحضارة الفينيقية وحضارة الرومان.
وتحكي كل زاوية من زوايا المكان للسائح حكاية من حكايات الرومان، وتسرد له نمطا من أنماط معيشتهم . وبالرغم من مرور العديد من الحضارات على مدينة القيصرية، فإن كنوز تلك المرحلة المزدهرة محفوظة في متحف غير مغطى في كل مكان تجد لوحة تدلك على اسمه، هنا كانت تسكن الملكة هيروبيوس والملك هيرودور.
كما لقيت مدينة شرشال الأثرية إقبالا كبيرا من طرف الأسر وخصوصا في أيام نهاية الأسبوع، وعلى حد تعبير أحدهم أنه يفضل أن يأتي كل مرة في الشهر ليقضي ساعات جميلة مع أسرته ورفقة أبنائه الثلاثة بعيدا عن ضوضاء المدينة وإرهاق العمل.
لقد تركت المدينة أثرا عميقا في نفوس الزائرين والسياح، وهذا يتضح من خلال الحديث مع ماريا ورفائيل، وهما سائحان بولونيان يزوران مدينة شرشال لرابع مرة، وعلى حد تأكيدهما فإنهما يستمتعان بالمكان لأنه جنة فوق الأرض، البحر والطبيعة والآثار القديمة بالإضافة إلى كرم الناس وحسن ضيافتهم.

المولد النبوي الشريف يعتبر من أشهر المناسبات التي يحتفل بها سكان مدينة شرشال كل سنة، من خلال منارة يصنعها النجار من الخشب وفيها عدة شموع لتضيء هذه الليلة المباركة، وتحمل هذه المنارة على متن عربة تتجول بها في كل شوارع المدينة يتبعها حشد كبير من الناس يغنون ويهللون بهذه المناسبة، وينتهي المسار بهذه المنارة إلى أن تحمل على متن زورق صغير في ميناء شرشال ويتبعها إطلاق المفرقعات وغيرها.