بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 3 فبراير 2014

ينابيع تروي أساطير الأمازيغ والرومان وبني مزغنة "تابلاط" .. عروس الجزائر الصغرى


                                   

كامل الشيرازي...موقع إيلاف الالكتروني
على خط سهبي يتوسط العاصمة الجزائرية وكذا مدينة المدية العاصمة التاريخية لبايلك التيطري، تتراءى بلدة تابلاط (60 كيلومترا غربي الجزائر)، هذه الضاحية الخضراء التي توصف بكونها عروس الجزائر الصغرى، ويروي هذا المكان الآسر ينابيع تروي أساطير أحد عشر قرنا. ويؤهل الموقع الاستراتيجي لهذه المنطقة الزراعية الهادئة وثرواتها الهائلة، لأن تكون تابلاط قطبا سياحيا ضخما لاسيما مع اشتهارها بمياه عذبة حوّلها إلى قبلة يحجّ إليها القاصي والداني دوريا، وهو ما وقفت عليه إيلاف في هذا الروبورتاج.
________________________________________
تقول مراجع محلية إنّ أصل تسمية "تابلاط"، يعود إلى موقعها الذي ينحصر بين حوضين/ رافدين مائيين ينحدران من أعالي الجبال، راسمين منظرا طبيعيا رائعا، وكانت تابلاط يُطلق عليها مسمى "تابلاتونسيس" في زمن الرومان الذين استوطنوا البلاد قبل قرون.
ويشير "عبد الرحمان" ابن المنطقة إلى أنّ هذه المنطقة احتضنت حضارة الأمازيغ ، وانطوت تابلاط على مدار تاريخها الحافل بخواص جيو-استيراتجية جعلها الأعرق والأوسع في الشريط الشمالي للبلاد، علما أنّ هذه المدينة الواسعة الدور تترامى على طول ضفاف الأطلس البليدي.
ينوّه الباحث "سفيان أعراب" أنّ تابلاط شكّلت قديما خزانا كبيرا لجيوش الفاتح الإسلامي الشهير "طارق بن زياد"، كما ظلت محضنا أنجب كبار الشخصيات والأبطال على منوال أعلام بوزن "الأخضر الابراهيمي"، "عمر بوجلاب" و"عبد القادر تيجاني"، كما احتضنت جبال العيساوية التابعة لتابلاط، الشهيدة الرمز "لاّلاّ فاطمة نسومر" (1830 – 1863) وهي للمرأة الصنديدة التي كافحت المحتل الفرنسي على مدار سنوات طويلة.
تضم "تابلاط" لوحدها أكثر من 60 قرية عربية وأمازيغية، وتعتبر المنطقة أنموذجا للتمازج الثقافي والعرقي الحاصل منذ القدم، ويقول مخضرمو المنطقة إنّ الأخيرة استقطبت منذ عقود بعيدة السكان القدامى للعاصمة وهم من كانوا يشتهرون بكنية "بني مزغنة" في زمن بولوغين بن الزيري بن مناد حاكم المغرب الأوسط (922 – 984 ميلادي) الذي أعاد إعمار مدين الجزائر وحواضر أخرى.
يسجل "الجيلالي معيزي" أنّ بني مزغنة ارتضوا النزوح إلى تابلاط غداة الحملة الإسبانية الشهيرة سنة 1541، وقاموا بتأسيس "مزغنة جديدة" تقع على مبعدة 6.5 كيلومترات جنوبي مدينة "تابلاط"، وتحمل الضاحية هذا الاسم نسبة إلى "مزار مزغنة" المعروف محليا بـ "القبة" إلى جانب الهجرة الثانية أثناء الاستعمار الفرنسي للجزائر، حيث فضل الكثير من سكان العاصمة آنذاك الهروب نحو الجبال نظرا للتضاريس المساعدة على القتال والهروب من بطش المحتلين الذين اجتاحوا البلد بوحشية.
وليس بخاف استنادا إلى مراجع تاريخية موثقة، أنّ القاطنين الحاليين لتابلاط هم السكان الأصليون للجزائر العاصمة، وتوجد منطقة في تابلاط تسمى "مزغنة" نسبة إلى المنطقة التي كانت تؤوي العاصميين الأوائل قبل أحد عشر قرنا.
بحر من ماء يمنح عذوبة وشفاء
تتميّز تابلاط بأحواضها، فهي منطقة بلسان أبنائها تنام على بحر من ماء عذب رقراق، إلى درجة أنها انتزعت عن جدارة لقب "عاصمة الينابيع"، وتبرز مراجع محلية أنّ منطقة تابلاط تزخر بينابيع كثيرة تتدفق من أعالي الجبال.
وأنت تتجول في حاضرة تابلاط، تستوقفك الأعداد الكبيرة من قاصدي المنبع الطبيعي "الحوضان"، ويحظى الأخير بزيارات لا تنتهي يوميا، يعزوها القاصدون إلى ما تنطوي عليه مياه تابلاط من خواص تشفي المرضى من علل عديدة على غرار ترسب الحصى في الكلى، هو ما أكده مروان، الطاهر، باديس، نبيل والعيد الذين وجدناهم يستمتعون بعذوبة وجاذبية مياه الحوضين.

وتأخذ السياحة البيئية مداها في تابلاط، لذا ترافع فعاليات لصالح تفعيل هذه الواجهة الواعدة ومراودة مكان له عذريته وجاذبيته، وفي هذا الشأن، يلح د. رابح حمدي باشا على أنّ تابلاط بوسعها أن تتحول إلى قطب نفيس للسياحة البيئية، كلون غير عادي لاستثمار موارد طبيعية، وحماية المحيط البيئي بوجه عام في بلد متعدد الأوجه، يزخر بالعديد من المناظر الخلابة ومناخات متعددة ومعالم أثرية وحضارات مختلفة ومواقع فريدة بالغة الروعة.

هناك 3 تعليقات:

  1. هل تستطعون أن تعرف لنا معنويات ثبلاطونسيس ؟

    ردحذف
  2. ألم يعرف مفهوم التاريخ بهذه الجملة :
    التاريخ هو دراسة حظارة الماضي وتدوين قصص الشعوب والقبائل التي مرت عليها الأحداث عبر الظرفين .
    لقد لحظت جملة في هذه المدوينة التي ترمي إلى عقود بعيدة والتي أنصت فيها كنية بني مزغناالمستندة إلى زيري بن مناد
    وهذا هو المستند المنطقي لهذه الأسرة ولكن لقد أظافت إليها
    تسمية معروفة في جميع أقطار الجزائر وهي إسم بولوغين وهذا الإسم إسناده ضعيف ولا ينتمي أبدا إلى هذه الأسرة لماذا ؟ لأنه لو درسنا جيدا هذا الإسم ووضعناه على الميزان اللغوي
    للغتين العربية والأمازغية سنجد ثلاثة حورف صحيحة وأربعة حروف قبيحة لا محلا لها في التسمية ولا يقبل أي شخص أن يسمى بها ، ولو عوضى هذا الإسم بإسم بن عكنون ربما أصح التعبير
    وأعلم أن هناك بعض من الأسماء قد أثرت كثيرا على المجتمع ولا يدري من أينا إشتقت وكذالك من أينانزلت منابع مجاريها فالهذ أقترح على المؤلف أن يدرس جيدا التسمية قبل أن يدخل في التأليف .

    ردحذف
  3. ألم يعرف مفهوم التاريخ بهذه الجملة :
    التاريخ هو دراسة حظارة الماضي وتدوين قصص الشعوب والقبائل التي مرت عليها الأحداث عبر الظرفين .
    لقد لحظت جملة في هذه المدوينة التي ترمي إلى عقود بعيدة والتي أنصت فيها كنية بني مزغناالمستندة إلى زيري بن مناد
    وهذا هو المستند المنطقي لهذه الأسرة ولكن لقد أظافت إليها
    تسمية معروفة في جميع أقطار الجزائر وهي إسم بولوغين وهذا الإسم إسناده ضعيف ولا ينتمي أبدا إلى هذه الأسرة لماذا ؟ لأنه لو درسنا جيدا هذا الإسم ووضعناه على الميزان اللغوي
    للغتين العربية والأمازغية سنجد ثلاثة حورف صحيحة وأربعة حروف قبيحة لا محلا لها في التسمية ولا يقبل أي شخص أن يسمى بها ، ولو عوضى هذا الإسم بإسم بن عكنون ربما أصح التعبير
    وأعلم أن هناك بعض من الأسماء قد أثرت كثيرا على المجتمع ولا يدري من أينا إشتقت وكذالك من أينانزلت منابع مجاريها فالهذ أقترح على المؤلف أن يدرس جيدا التسمية قبل أن يدخل في التأليف .

    ردحذف