كتاب تطور لباس المرأة الجزائرية للإعلامية "نفيسة لحرش" تنقيب في تاريخ عريق

إعداد :لمياء قاسمي

"تطور لباس المرأة الجزائرية " هو الكتاب الوحيد من نوعه الذي تناول بشكل من التفصيل والتدقيق لباس المرأة الجزائرية عبر العصور. مؤلفة الكتاب هي الإعلامية والكاتبة "نفيسة لحرش" والتي حاولت من خلال تقديمها لهذا المؤلف نقل لتاريخ وتراث عريق. الكتابة عن لباس المرأة الجزائرية تمثل بحد ذاتها حدثا إعلاميا ذلك أن الملابس التقليدية تمثل مجالا بحثيا بكرا لم يستغل بعد. وحسب الأستاذ "عبد الحميد بورايو "الذي قدم للكتاب فإنه ليس من السهل أبدا التعريف بملابس المرأة الجزائرية وخاصة منها ما يتعلق بالأصناف التقليدية الموروثة عن الأسلاف والخاضعة باستمرار لقانوني الثبات والتحول عبر قرون من الزمن". وفي مساحات جغرافية شديدة الاتساع والمتعلقة بجماعات سكانية شديدة التنوع والثراء قدمت نفيسة العديد من أنواع الألبسة للمرأة الجزائرية ولعل أشهرها على الإطلاق الحايك فتقول نفيسة عن هذا اللباس: الحايك :كلمة "الحايك" اسم مشتق من فعل الحياكة وهي كلمة عربية فصيحة وتعتبر الأنسب للتعريف بالغطاء أو الرداء والأكثر شمولية فلبس "الحايك" لم يتغير كثيرا عند عامة الناس منذ بداية تارخ ارتدائه سواء من حيث شكل العام أو من حيث مهامه السوسيولوجية في العاصمة كانت المرأة تترك عينان فقط لترى بهما المحيط من حولها. أما في الغرب وفي بعض مناطق الجنوب الجزائري فكانت تترك عينا واحدة وتسمى تلحيفة "بوعوينة" وفي بعض الولايات تترك المرأة الوجه كله عاريا وقد يغطي الحايك في جهات أخرى الجزء الأعلى فقط من جسم المرأة وقول المؤرخون بأن المرأة الجزائرية في القرن الثامن عشر كانت ترتدي الحايك مثل الرجل تماما وتلبس فوقه البرنوس. كما عرفت وقدمت للحايك قدمت الإعلامية والكاتبة نفيسة لحرش لبقية الملابس الأخرى ك العجار والبرنوس والمنصورية والجلابة واللباس القبائلي والنائلي كما وضعت فصلا خاصا بلباس المرأة الجزائرية المنزلي وكذلك فصل خاص بالحلي. من خلال هذا العمل التوثيقي أو التأريخي والذي يحمل سمات بحث تاريخي قدمت الكاتبة مجموعة من الصور المتعلقة بتطور لباس المرأة الجزائرية سواء عبر صور من الأرشيف أو من المتاحف أو حتى لرسومات فنية أٍخت للباس المرأة الجزائرية . ألبوم الصور زاد من جمالية الكتاب وأضاف نوعا من السحر وذلك عبر غوص في زمان بعيد للكشف عن مواطن الجمال في لبس الجزائرية منذ قديم الزمان. أهمية الكتاب تكمن أيضا في صعوبة الحصول على أرشيف خاص بلباس المرأة الجزائرية خاصة مع هروب الأتراك بعد سقوط الجزائر وسرقة الاحتلال الفرنسي للأرشيف الجزائري.