لالا زينب شيخة زاوية الهامل ببوسعادة |
كما ظهر بين الرجال أبطال، وزعماء، وعظماء، ظهر بين النساء بطلات،
وزعيمات، كانت لهن شهرة ومكانة بفضل جهودهن، وأعمالهن، وتقواهن وطبعهن ببصمات
أصابعهن كل جوانب حضارة هذا البلد، ومن بينهن:
ـ السيدة خديجة التي أطلق اسمها على أعلى قمة في جبال جرجرة.
ـ والسيدة تاسعديت قرب باب عزون بالجزائر (وقد اندثر قبرها).
ـ والسيدة يمة حوة بالعاصمة التي يقام حول قبرها بالحراش، وباب الواد
عيد الفول خلال شهر ماي من كل عام.
ـ والسيدة حلولة.
ـ والسيدة تيفاوت في جبال بني صالح قرب البلدية.
ـ والسيدة تاوريرت.
ـ والسيدة ستي بأعالي مدينة تلمسان التي على قبرها ضريح وقبة.
ـ والسيدة الحاجة مغنية بمدينة مغنية قرب الحدود المغربية.
ـ والسيدة يمة وسعة في أولاد القطران.
ـ والسيدة يمة ميمن في واد بني عزة.
ـ والسيدة صفية جدة أولاد أنهار في عين الصفراء.
ـ والسيدة عائشة بنت الشيخ بالقنادسة قرب بشار.
ـ والسيدة مدرة في تاصفاوت بتوات.
ـ والسيدة رابحة في أوقيروت بالصحراء.
ـ والسيدة البهجة في تقرت، وأصلها من الساقية الحمراء.
ـ والسيدة تركية بنت عمر التلمسانية، التي كانت تلبس كالرجال وتركب
الحصان، وهي من دوار العوايد، قبيلة معصم في عمي موسى.
ـ والسيدة خديجة بنت برباح في واد معزة، وتلبس مثل الرجال كذلك، وتضع
على رأسها خيط البريم الأسود.
ـ والسيدة الضاوية بأولاد عمر في جبال الونشريس، وكانت تذهب كل سنة
إلى عمي موسى للمشاركة والحضور في وعدة، وزردة، الشيخ سيدي رابح بواد رهيو.
ـ والسيدة عودة بنت سيدي محمد بن علي بن البهلول.
ـ والقايدة حليمة بنت الشيخ محمد بن يوسف الزياني، في مدينة سيق،
وكانت امرأة متحررة تركب الخيل، وتشارك زوجها في حفلاته واستقبالاته لأصدقائه،
ووالدها هو مؤلف كتب دليل الحيران وأنيس السهران في أخبار مدينة وهران.
ـ والسيدة زينب القاسمي شيخة زاوية الهامل التي أدارت الزاوية ثمان سنين
من عام 1897 إلى عام 1904م، وكانت مثقفة ثقافة متينة أهلتها لتلك المهمة التي يعجز
عنها الرجال.
ـ والسيدة رقية بنت عبد القوي بن محمد البجائي الأصل، والمكي الدار،
كانت هذه السيدة من فضليات النساء في عهدها علما، وأخلاقا، وسلوكا، هاجرت مع
والدها إلى الحجاز، وتوطنت معه بمكة المكرمة، وأجازها الحافظان: العراقي،
والهيثمي، وابن صديق، والزين العراقي، وأجازت هي السخاوي صاحب الضوء اللامع.
ـ والسيدة العلجة بنت بوعزيز بن ناصر الحنانشي التي أنجدت أباها عندما
هاجمه الأتراك عام 1724م وألحقوا به الهزيمة، فركبت حصانها ونادت في النساء قائلة:
"أنا العلجة بنت أبو عزيز بن ناصر، وعلى من يريد أن يفعل مثلي أن
يتبعني"، وعرت عن عنقها ونهرت حصانها، فثارت حمية المنهزمين الذين تجمعوا في
الحين، ولاحقوا الجنود الأتراك، واستردوا منهم بعض ما سلبوه، وأسروا خليفة الباي،
وقتلوا البعض، وخلد أحد شعراء الملحون بطولة هذه المرأة الشجاعة وقال:
صاحوا اليوم سادات في الحروب أبدان أهل العلوم يقروا من الحمد للبقرة
يـــندهو إلى شــياخ القــومان بنت بوعزيز سيدة الرجـــالة
راكبا على رزقا تنطـمي فرخ الجان تسبق الغزال تشطنه تزيد في لغواط
ســيد بوعــزيز صدعاكم البارود يوم الطـــراد مكفوخ هد ينكالي
راكب على نحيفة وســرجها يزيلن شــمعة ضوات في فج نار شعالة
ورغم كثرة الصعوبات فإن
المرأة الجزائرية لم تستسلم، ولم تفشل، ولم تتوقف عن العمل، وبذل الجهد، وتحملت
معاناة التقاليد البالية، وسايرت الأوضاع خاصة في الريف، حيث شاركت الرجل في كل
الأعمال والمهن، وحاربت معه وقاومت جيش الاحتلال في ساحات الوغى على مدى سبعين
عاما من 1830 إلى 1900م، فبرزت المجاهدة الشجاعة فاطمة نسومر، مقدمة الطريقة
الرحمانية بجبال جرجرة، وقهرت عددا كبيرا من كبار الضباط والجنرالات أمثال:
ماكماهون، وبوسكي، وكامو، وراندون، وبيليسيي في عقد الخمسينات من القرن 19م.
وبرزت الحاجة الزهرة في نفس
الفترة، وآزرت الشيخ المجاهد والمقاوم الكبير الشريف محمد بن عبد الله وزوجته
مريم، وحشدت له عددا من المقاومين والمجاهدين في تقرت وورقلة، والرويسات، ودعمته
بالدعاية والتموين، وشاركت الأمير عبد القادر بآرائه حول المرأة في إجاباته التي
قدمها للضابط الفرنسي أليكساندر دوما.
من كتاب: المرأة الجزائرية
للدكتور يحي بوعزيز رحمه الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق