إلى وقت قريب، كان الحايك الأبيض المشدود على جسد المرأة بأناقة وانسجام جزءا
من الثقافة الوطنية، ورمزا للتراث العاصمي على وجه الخصوص... حيث كان الحايك الأبيض
رمزا للأنوثة والاحتشام، فلا تخرج أي امرأة سواء كانت كبيرة في السن أو صغيرة إلا وهي
مستورة من رأسها إلى قدميها به، يشد جسدها ويغطي قوامها، وهناك من كانت تلبسه مع «العجار»
حيث لا تظهر منه إلا العينين، وفي بعض الأحيان عينا واحدة.
أسهم في إطلاق تسمية ''الدزاير البيضاء'' على
العاصمة بعد أن أضحى اللون الأبيض هو الغالب على لونها
وإذا ما تكلمنا عن نساء الجزائر إبان الثورة فإن الحايك كان وسيلة للمشاركة
في هذه الحرب، حيث أن النسوة يتنقلن عبر الشوارع حاملات السلاح مستورا تحت الحايك والقفة
في أيديهن وكأنهن متسوّقات. كما ان المجاهدين كثيرا ما تنكروا به لتسهيل المرور عبر
الحواجز الأمنية.
وفضلا عن ذلك فإن العروس الجزائرية كانت تتفنّن في لبس الحايك الذي كان أنواعا
كثيرة منه المعروف على مستوى الوطن «المرمّة» وتتحقق في محلات العشعاشي وهو الرقم واحد
في كل الولايات ما عدا قسنطينة وڤالمة التي كانت حايكهن أسود وله أسماء أخرى.
و قد كان لهذا الثوب احترام و قدسية كبيرين في اوساط المجتمع الجزائري الى غاية
الثمانينات مع التغير السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي الذي عرفته المنطقة بحيث عوضه
الحجاب أو الجلابية، الا ان بعضهن و لحد الساعة لم تتخل عن هذا الثوب خاصة العجائز
منهن و اللاتي يعتبرنه حرمة لا يمكن المساس بها، و أشهر انواع الحايك :حايك المرمّة
و هو مصنوع بالحرير و مزين بخيوط من الذهب او الفضة و قد كان محصورا في العائلات الميسورة
الحال و خاصة العاصمية منها.
كانت المرأة الجزائرية تخصص لخرجاتها اليومية ''الحايك نصف مرمّة'' للذهاب إلى
بيت الأهل أو لزيارة أحد من أقربائها وتحتفظ ''بالحايك المرمّة'' فقط للمناسبات والأعراس
الحايك في الجزائر كان رمزا للحشمة او السترة كما يقال عندنا .....و رمز للجمال
و الروعة يذهب بمخيلة االانسان الى سحر و نقاء البلاد واضافة الى ذلك فهو يعتبر في
بعض المناطق الجزائرية شرطا أساسيا يحتوي عليه جهاز العروس المقبلة على الزواج وهو
لازم من لوازمها الاساسية تزف به العروس من بيت اهلها الى بيت زوجها وهي تستر به من
اعلى الرأس الى اخمص القدمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق