بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 2 مارس 2014

تاريخ الحركة الكشفية الجزائرية



تعتبر الحركة الكشفية من الحركات الرائدة في الجزائر وقد يعود الفضل في إنشائها إلى المناضل الشهيد محمد بوراس منذ تأسيسها سنة 1936 اعتبرت من بين المدارس الأولى والحقيقية التي اهتمت في برامجهــــــا بكل النواحــي التربوية.

ظلت الكشافة الإسلامية الجزائرية محافظة على مبادئهـــا الأساسيـــة منــذ ذلك الحيــن وفــي مقدمتــــهـــا الوطن والديـن واللغــة- بالإضافــة إلى نشاطهـــــا وبرامجــها المتنوعــــة والمتمثلة خاصــة في الأجيال وتكوينها مع الأخذ في الحسبان تطورات العصر.
بادن باول مؤسس الكشفية في العالم

ويرجع ميلاد الحركـــة الكشفيــــة في العالــــــم إلى البريطاني "بادن باول" سنـــة 1908 بعد ذلك توسعت لتشمل العديد منالقارات الأخرى. ففي عام 1912 كان ميلاد الحركة الكشفية في الوطـــن العربي ولم يظهر أول فوج بالجزائـــر إلا سنة 1930 تحت اسم " ابـــــــن خلـــدون" وقـــد واجهتــــــــه الإدارة الفرنسية بالطرد ضغطت عليه مما جعله يقبل بانضمام يهود وفرنسيين حتى يتمكن من استمرار في نشاط فكانت نية فرنسا من هذا الانضمام هدفه الجوسسة اضطراب عمل الفوج وتحريف اتجاهها.

الشهيد محمد بوراس مؤسس الحركة الكشفية في الجزائر

الظهور الحقيقي للكشافة الإسلامية الجزائرية كان في سنة 1934 تحت اسم "الفلاح"وبقيادة محمد بوراس تكونت بعد ذلك أفواج أخرى في كل من مدينة مليانةو تيزي وزو و توسعت بعد ذلك إلى المدن الجزائرية الأخرى.

لم تعمل يأتم معنى الكلمة إلا بعد اعتمادها بتصريح إداري في جوان 1936 تحت رقم:2458 وتحت اسم "الكشافة الإسلامية الجزائرية" والذي ظلت تحمله إلى يومنا هذا.

فميلاد تيار التجديد والإصلاح والنهضة من أجل المحافظة على الشخصية الجزائرية ساهم في إعطاء الفكرة للمناضل محمد بوراس في إنشاء فوج الكشافة "الفلاح" والذي أصبح يعمل بشكل قانوني فيما بعد رفضته الإدارة الفرنسية في البداية إلا آن محمد بوراس لم ييأس من إعادة الكرة حتى يتحصل على الاعتماد.

ذلك أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية للجزائر كانت سيئة للغاية الأمر الذي جعل القادة المشرفون على الأفواج حديثة النشأة منها فوج " الفلاح" يدقون الأبواب للحصول على مساعدات مادية لشراء لباس مميز وقد نشط المشرفون من أجل جذب المنخرطين إليها ولاسيما الشباب.

الشيخ عبد الحميد بن باديس بتحية كشفية

وفي جويلية 1939 عقدت أول مؤتمر لها بالحراش تحت إشراف الشيخ عبد الحميد ابن باديس "

وبمقتضى هذا المؤتمر أسست الفيدرالية الجزائرية للكشافة الإسلامية وتم تعيين القيادة العامة التي تسند إليها مهمة التربية وتطبيق البرامج.

وفي سنة 1944 بمدينة تلمسان حضرت آنذاك العديد من رؤساء الأحزاب بجانب رئيس جمعية العلماء المسلمين الشيخ البشير الإبراهيمي وضم المؤتمر حوالـــي 450 عضــــوا من كافة أنحاء القطـــر الجزائـــــــري ولأول مـــــرة في هـــــــذا اللقــــــاء رفرف العلـــــم الجزائــــري وقـــــدم نشيد " من جبالنا".

العلامة البشير الابراهيمي

في هذه السنة توسعت الحركة أكثر وتحسنت نوعا وعددا وجلبت العديد من الشبان مما ألفت انتباه الشرطة الفرنسية التي كانت على أتم الاستعداد لتطويقها وحتى يكون للمنظمة دورا فعالا وتخدم المجتمع أكثر فكر القادة في توسيع عضوية العنصر النسوي فيها وكان ذلك في ديسمبر1946.

وفي جويلية 1948 عقدت المنظمة مؤتمرا آخر وجاء ذلك بعد حوادث 8 ماي 1945التي زعزعت التنظيم الكشفي عبر كافة التراب الوطني كل الأفواج وقادتها وبكونهم ينتمون إلى الحركة الوطنية كانوا في مقدمته المظاهرات السلمية التي واجهتها فرنسا بكل وحشية وقمع.

وفي نفس الفترة شاركت الكشافة الإسلامية الجزائرية في المهرجان العالمي للشباب والطلبة المنعقد بمدينة براغ العاصمة التشيكية ثلاثة اشهر فقط قبل اندلاع الثورة المسلحة.

شاركت أيضا في أول مؤتمر كشفي عربي بقيادة المناضل الشهيد عمر لاغا.

في تلك الفترة توسعت نشاطات الكشافة لتشمل شتى الميادين حيث كانت تقدم عروضا مسرحية وأناشيد وطنية وفي مقدمتها " عليك مني السلام يا أرض أجدادي"و"بلادي بلدي أنت حبي وفؤادي" وقد اعتبر هذين النشيدين من أهم الأناشيد التي يهتز ويصفق لها الجمهور.

ومن جهتها ساهمت الجمعيات الثقافية والرياضية بجانب الأحزاب السياسية في تنمية الحس الوطني الذي أدى إلى ميلاد جبهة التحرير الوطنيين ونذكر من بين هذه الجمعيات وبعملها التربوي الكشافة قد أخذت القسط الأوفر في غرس حب الوطن والثورة في قلوب الجماهير.

وهكذا استمر النشاط الكشفي خلال الثورة المسلحة وقد فتح لها أبواب واسعة خاصة في استعمال مقرات الحركة كملاجىء ومستشفيات سرية ومخابىء للذخيرة و الأدوية وقد أثبت الكشاف الشاب وجوده وقام بدوره على أحسن وجه كفدائي ومسبل كما كانت تبرمج الجولات والمخيمات الكشفية لتكون وسيلة اتصال مع المجاهدين أما بالخارج فهدفها كان تكوين ضباط وقد التحق فيما بعد العديد من أعضائها بالكفاح المسلح.

في أول نوفمبر 1956 قدم احد أعضائها النشيطين مسرحيته الشهيرة لأول مرة بعنوان132 سنة لولد عبد الرحمان كاكي وفي سنة 1957 شاركت الكشافة الإسلامية الجزائرية في المخيم الكشفي العربي الخامس بالمغرب حيث تم في هذا اللقاء إطلاع قادتها على تجارب جديدة لبعض الدول الصديقة والتي سبقتهم في الميدان.

كما انه في الأيام الأولى للاستقلال حوالي 300 كشاف كانوا مستعدين في الصفوف الأولى يرددون بصوت واحد "جزائرنا" وفي سنة 1963 عقدت الكشافة مؤتمرها الذي سمي بمؤتمر "الوحدة " تحت راية المنظمة الأم فكان لقاء حاسما بين الأشقاء ولكل التيارات داخل وخارج الوطن.

و في المؤتمر الرابع لحزب جبهة التحرير تم توحيد الشباب بانضمامالكشافة الذي أصبحت بموجبهمنظمة جماهيرية، مؤتمر الانبعاث

للكشافة جاء بعد الإعلان عن دستور فيفري 1989 تلاه بعـــــــد ذلك مؤتمــر الاستقـلاليـــــــة فــــــي فيفري1990 ضـم الإطارات الكشفية الذين كانــوا تحت لواء الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية وقد أصبحت الكشافة بموجب هذا المؤتمر منظمة مستقلة.

لقد ساهمت هذه الحركة في تكوين العديد من الشباب وفي شتى الميادين أنها المدرسة الحقيقية التي مر بها مسؤولون راقون وشخصيات ثقافية مختلفة ساهمت فيما بعد في خدمة الوطن وللتذكير فان الكشافة الإسلامية الجزائرية عضو في منظمة الكشافة العربية منذ1954 ومقرها بالقاهرة وفي المنظمة العالمية منذ 1963 ومقرها بجنيف أما الاتحاد الكشفي للمغرب العربي فانتظمت إليه منذ تأسيسه سنة 1969 كما أنها عضو في الاتحاد العالمي للكشاف المسلم ومقره بجدة.

فالمناضل الثوري محمد بوراس عرف بحبه للمعرفة والإطلاع يعود إليه الفضل في إنشاء الحركة الكشفية الجزائرية وفي منتصف الثلاثينيات وتشاء الأقدار أن تكون سنة مولده هي سنة ميلاد الحركة الكشفية في العالم من طرف البريطاني "بادن باول " ونشاطه الثوري المكثف أزعج الاستعمار الأمر الذي أدى إلى اعتقاله وإعدامه في 27 ماي 1941

هناك تعليق واحد:

  1. سلام عليكم ممكن مصادر او مراجع عن هذه المعلومات

    ردحذف