بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 16 مارس 2014

هجومات النصارى على مدينة الجزائر



تعرضت مدينة الجزائر، وخاصة بعد سقوط غرناطة آخر معقل من معاقل العرب المسلمين في الأندلس سنة 1492 م، إلى عدة هجومات من قبل النصارى تدخل في نطاق المدالصليبي المتكالب على بلاد الشمال الإفريقي، وقد تواطأت فيه كل قوى الكفر علىالإسلام وأهله ودياره مستغلة حالة التقهقر النفسي والحضاري التي عصفت بالأمةالإسلامية، وتضافرت قوى الشر بكل حقدها على المسلمين، ومن ضمن مخططات الشر برنامج الملك الإسباني "فليب الثاني" الذي عمل ما في وسعه من أجل التوسع في منطقة الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط.وكذلك برنامج الملك الفرنسي "لويس الرابع عشر  "الذي صرح أكثر من مرة أنه سيدمر مدينة الجزائر، وقد شاهد الرحالةالمغربي الشاعر الخنذيذ ابن زاكور الذي قدم إلى مدينة الجزائر للتعلم والأخذ عن علمائها، غارة فرنسية على مدينة الجزائر سنة 1683 بقيادة دوكسين  " فقال يصف وحشية الفرنسيين في تدمير المدينة»التخّ أمرها وغص بسفائن النصارىبحرها، فزلزلوا قصورهم النواضر، بصواعق أمثال القناطر، ورجموا مصانعهم العادية،بشهب هنداوانية عادية، وما أدرك ماهية، نار حامية، لها صعقة الرعد القاصف، وسرعةالرعد الخاطف، وهجوم السيل، وشمول ظلام الليل، إلى نار ترمي بشرر كالقصر ورائحةتصرع من على مسافة القصر، اللهم قناشرها، وجنبنا يا مولانا مكرها، اللهم أرفع عن تلك المنازل، هذه الزلازل، وغلبهم على ذلك العدو النازل، اللهم اكشف عن مواقع الفتن بسور، يغص به كل كفور، فبيدك مقاليد بما ذكرناه دليلا على ديانته، وفضله وولايته.وبالإضافة إلى هذه الغارة فقد تعرضت مدينة الجزائر ما بين سنتي: 1510-1830 م إلى هجومات عديدة شنها الأوربيون، من بينها 

أولا: في القرن السادس عشر
سنة 1516 م أيام عروج غارة إسبانية بقيادة دي فارا.
سنة 1518 م أيام خير الدين غارة إسبانية بقيادة دي مونكاد.
سنة 1541 م أيامحسن آغا غارة إسبانية بقيادة شارلكان

ثانيا: في القرن السابع عشر
سنة 1622 غارة انجليزية.
سنة 1665 م غارة انجليزية.
سنة 1672 م غارةانجليزية.
سنة 1665 م غارة فرنسية بقيادة بوفور.
سنة 1669 م غارة فرنسية بقيادة شوفالي بول.
سنة 1672 م غارة هولندية بقيادة الأميرال رويتر.
سنة 1682 م غارة فرنسية بقيادة دوكيسن.
سنة 1683 م غارة فرنسية بقيادة دوكيسنوالتي وصفها الرحالة المغربي ابن زاكوز.
سنة 1688 م غارة فرنسية أخرى بقيادةدي ستري.

ثالثا: في القرن الثامن عشر
سنة 1770 م غارة دانماركية.
سنة 1775 م غارة اسبانية

رابعا: في القرن التاسع عشر:
سنة 1816 م غارة انجليزية.
سنة 1824 م غارة انجليزية.
ولكن معظم هذه الغارات قد باءت بالفشل بعد أن تكبد الغزاة خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.وفي سنة 1827وجهت الجزائر أسطولها لمساعدة الأسطول العثماني ضد الجبهة المسيحية المتكونة من الروس والانجليز والفرنسيين، ونشبت معركة طاحنة في (نافارين قرب الشواطئ اليونانية أسفرت عن تدمير معظم قطع الأسطول العثماني والجزائري والمصري(.لقد كان الأسطول الجزائري ولعدة قرون عماد القوة البحرية للجزائر، واستطاع أن يقف بكل جدارة في وجه الهجومات الإسبانية والفرنسية والانجليزية وغيرها، وبعد تدميره اغتنمت فرنساالفرصة، وسارعت لغزو الجزائر سنة 1830م، وقد واجه الفرنسيون مقاومة عنيفة من سكان العاصمة والقوات الرسمية للداي حسين ، ولكن القوة لم تكن متكافئة، وفي 05 يوليو (جويليةدخلت قوات الاحتلال إلى مدينة الجزائر، وأرغمت الداي على توقيع معاهدة احتلالها،واستسلام الداي وقواته .واجه الفرنسيون مقاومة شرسة من الشعب الجزائري ( 1830-1848م) بقيادة الأمير عبد القادر بالغرب الجزائري)1832-1847(، والحاج أحمد باي بالشـرق الجـزائـري)1830-1848(، ثم قام الجزائريون بثورات عنيفة منها ثورة بومعزة سنة 1845 م التي استمرت أزيد من سنتين، ولم تهدأ ثورات الجزائريين طوال مائة وثلاثين سنة منها: ثورة واحة الزعاطشة والزيبان سنة: 1849 بقيادة بوزيان شيخ الطريقة الدرقاوية بالزيبان واستمرت ثورات الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسيوكانت فرنسا تقمع تلك الانتفاضات بكل وحشية وقسوة وكلما زادت في اضطهاد الشعب الجزائري، زاد إصرارا على المقاومة والتضحية، حتى قامت ثورة التحرير الكبرى بقياد ةجبهة التحرير الوطني في نوفمبر 1954م التي التف حولها الشعب الجزائري، وبعد سبع سنوات ونصف من الكفاح المسلح وبعد استشهاد ما يزيد عن مليون ونصف المليون شهيد أعلن رسميا عن استقلال الجزائر في 5 جويلية1962م.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق