"....لقد سكن الأغنياء اليهود بعد العشريتين الأوليْين للاحتلال في الأحياء الأوروبية الجديدة، بصورة تدريجية، خارج المدن القديمة في كبريات المراكز الحضرية الجزائرية.
"في مدينة الجزائر أصبحت الأحياء ذات الكثافة اليهودية الأكثر أهمية تتمثل في ساحة الحكومة (ساحة الشهداء حاليا) حتى ساحة بورسعيد (Square Bresson) (مرورا بباب عزون).
في شرق شارع عماّر علي (حاليا) (randon)، شمال ساحة بورسعيد الحالية (Bresson)، كان اليهود يُشكّلون في بعض الشوارع 70% إلى80% من السكان أما البقية فيكون أغلبها عادة أوروبيين أو مسلمين حسب الأحياء. وكلما ابتعدنا عن باب الوادي تتناقص هذه النسبة إلى أن تصبح عادية في الأحياء الجديدة بنسبة 4 %".
"في مدينة الجزائر أصبحت الأحياء ذات الكثافة اليهودية الأكثر أهمية تتمثل في ساحة الحكومة (ساحة الشهداء حاليا) حتى ساحة بورسعيد (Square Bresson) (مرورا بباب عزون).
في شرق شارع عماّر علي (حاليا) (randon)، شمال ساحة بورسعيد الحالية (Bresson)، كان اليهود يُشكّلون في بعض الشوارع 70% إلى80% من السكان أما البقية فيكون أغلبها عادة أوروبيين أو مسلمين حسب الأحياء. وكلما ابتعدنا عن باب الوادي تتناقص هذه النسبة إلى أن تصبح عادية في الأحياء الجديدة بنسبة 4 %".
يهود الجزائر العاصمة سكنوا بصورة عامة منذ مطلع القرن 20م خارج المدينة العتيقة. يتذكر هنري شمْوِيّي بحنين أنهم أقاموا في الأبيار، وفي نواحي مصطفى (أي جنان مصطفى باشا، أي منطقـــة ساحـــة أول مـــاي حتى قصــر الشعــب وتيليملي)، وفي وادي القناصلة (la Vallée des consuls)، وفيSaint-Eugéne (بولوغين)..، مضيفا بأنه "في 1860 لم يوجد واحد من بين عشرين يهوديا لم يولد في هذه الجهة السفلى من المدينة العربية التي نسميها مجازا "القصبة السفلى". هذه القصبة اليهودية كان شكلها شكل مضلع يحده في أعاليه شارع مارانغو (Marengo) وشارع راندون (Randon) المتواصلين ببعضهما البعض، ومن جهة الميناء شارع باب الوادي وشارع باب عزون. الجزائر القديمة كانت تنتهي عند هذه الباب. من الجهة الأخرى كانت المدينة تتوقف عند شارع متصاعد هو شارع القصبة"( )، وبعد شق الطريقين الكبيرين اللذَيْن يشكلان شارعي عماّر القامة (Chartre) وبوزرينة (La Lyre)في قلب القصبة في عهد الاحتلال أثناء العشريات الأولى، يضيف شمويّي، ارتحل الكثير من اليهود إلىle quartier de la Régence (حي الإيالة) وهو ساحة الشهداء الحالية، خصوصا إلى حي البحرية الواقع بين شارع باب الوادي والبحر، وهو اليوم غير موجود، أين كانت توجد أول مدرسة للفنون الجميلة ومعهد يهودي بشارع دوريــا (Doria) المحـــاذي لشــارع أورليــان (la rue d’Orléans)، وشــارع فيلــيب (la rue Philippe) حيث كانت تسكن إحدى جدات الكاتب هنري شمْوِيّي. ثم بعد التعديلات العمرانية التي تمت على حساب القصبة السفلى أصبح شارع بوزرينة (La Lyre) محور الحي اليهودي وعصبه التجاري بدون منازع.
كتب شمْوِيّي: "أسماء الشوارع اليهودية في الجزائر القديمة! كلها موسيقى، شعر، وتاريخ. سوف أذكرها لإرضاء رغبتي في ذلك فقط. شارع الديوان (Rue du Divan)، Rue Carton، شارع بن عاشر (Rue Ben Acher) الذي تفرنس ليصبح شارع Benachére، شــارع بومبي (Pompé rue)، rue des gétules، rue solférino، rue de Nemours، شـــارع وهـــران (Rue d’Oran)، شـــارع ســــوق الجـمعــة (rue souk-el-Djemâa) الذي تحوّل إلى rue Socgémah حيث كانت تملك عائلة بكري في عهد الإيالة منزلا فاخرا جعل منه الفرنسيون لذلك أول "دار البلدية" لمدينة الجزائر. Rue Bruce، Rue Charlemagne، rue du Lézard، rue Juba، rue Boutin، rue Salluste, Regard du rue، rue Emile Maupas، حيث فتحت الطائفة في عهد vichy ثانويتها قبالة المكتبة الوطنية القديمة، وقليل نحو الأعلى في شارع Scipion بين باب عزون وشارع Chartre كانت هناك كنيسة يهودية معروفة ﺒ:"الحارة" أو معبد jaïs..."( ).
يواصل شمْوِيّي رحيله عبر الذاكرة التي توقفت مادتها الجزائرية سنة1962 ليتذكر بدقة الأحياء والشوارع والمعابد التي كان يتردد عليها اليهود ويشكلون أبرز، أو أحد، عناصر هويتهاLa rue Sainte (الشارع المقدس) تحمل دلالة عميقة بالنسبة إليه ولطائفته لأنها مقابلة للمعبد السابق الذكر وموازية له ويوجد بها معبدان آخران هما صرفاتي (Sarfati) و(ابن تُوّة) (Aben Toa)، بشارع Médée الذي بُني تكريما وتخليدا للحاخام نيهوراي أزوبيب (Néhoraï Azoubib)، وآخر بشارع Boutin يحمل اسم غوغنهايم (Gugenheim) أحد رؤساء المجلس الملي الجزائري الأوائل. لكن أبرز معلم ديني ليهود المدينة هو المعبد الكبير بشارع عمار علي (Randon) الذي يحمل اسم الحاخام الكبير أبراهام بلوش Bloch) (Abraham والذي دام بناؤه من 1897 إلى 1907 والذي تحول حاليا إلى مسجد بن فارس أو "جامع اليهود". كما كانت معابد أخرى أيضا شاهدة على التوزع اليهودي الجغرافي عبر أحياء المدينة ودرجة كثافتهم داخلها وخارجها مثل معبد Chaloum Lebar (سلام لَبْحَرْ) بشارع Dijon بباب الوادي، ومعبد شارع Suffren، ومعبد Saint Eugéne - (بولوغين)، ومعبد بلكور، والمعبد الضريح Temple Kaoua الواقع فيAllée des Muriers ومعبد Chouraqui (الشراقي) بشارع داروين (Darwin).
لكن ما بين الحربين العالميتين رحل اليهود عن هذه الأحياء القديمة بالمقارنة مع تلك التي ظهرت إثر توسيع المدينة نحو الشرق والجنوب الشرقي مثل Rue d’Isly (شارع العربي بن مهيدي) وRue Michelet (شارع ديدوش مراد) وحي Télémly (شارع كريم بلقاسم) وحيدرة... وغيرها، تاركين إياها شيئا فشيئا للمسلمين.
تَحسُّن الأوضاع المادية لليهود وسّع طموحاتهم وحاجاتهم( ). مرسوم كريميو كان بمثابة عصا موسى، عليه السلام، السحرية. هجرة اليهود من الأحياء والشوارع القديمة بدأت مع جيل الشباب بعد 1860 نحو باب الوادي وما يليها أو نحو باب عزون وما بعدها نحو الشرق، حتى وصلوا مع مر السنين إلى شارع ديدوش مراد (Rue Michelet) شرقا..، وحتى la Cantére وBasséta من الجهة الغربية حتى أصبح كما يقول شمْوِيّي، 3/1 سكان باب الوادي في 1962 يهودا...".
تَحسُّن الأوضاع المادية لليهود وسّع طموحاتهم وحاجاتهم( ). مرسوم كريميو كان بمثابة عصا موسى، عليه السلام، السحرية. هجرة اليهود من الأحياء والشوارع القديمة بدأت مع جيل الشباب بعد 1860 نحو باب الوادي وما يليها أو نحو باب عزون وما بعدها نحو الشرق، حتى وصلوا مع مر السنين إلى شارع ديدوش مراد (Rue Michelet) شرقا..، وحتى la Cantére وBasséta من الجهة الغربية حتى أصبح كما يقول شمْوِيّي، 3/1 سكان باب الوادي في 1962 يهودا...".
فوزي سعد الله: يهود الجزائر...موعد الرحيل. دار قرطبة. الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق