بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 12 مايو 2014

أزهار 'ثافسوث' تتفتح في الجزائر استعدادا لموسم الحصاد



العائلات الجزائرية تحرص على الاحتفال بموسم 'ثافسوت' بإعداد أطباق تقليدية وترسيخا لعادات الأجداد الذين كانوا يحتفلون بقدوم خيرات هذا الفصل.

المصدر: http://www.alarabonline.org/?id=22450
يحافظ الجزائريون على عادات وتقاليد خاصة بفصل الربيع ورثوها عن أجدادهم الأمازيغ، ويُطلقون على هذا الموسم “ثافسوت” وهي كلمة أمازيغية تعني “الأوراق” وفِعلٌها هو “ثَفْسَ” أي أورقت، دلالة على إيراق النباتات وتفتّح الأزهار وزهور الأشجار المُثمرة في الربيع.
رغم أن الجزائريين يختلفون في الأطباق التي يعدونها في فترة الربيع، إلا أن أكلة “البراج” أو “المبرجة”، تعد طبقا رئيسيا بالجزائر في فصل الربيع، وهي عبارة عن “كسرة” (قطعة) خبز بمعجون التمر أو ما يسمى شعبيا “الغرس”. وسميت “المبرجة” بهذا الاسم، لأنها تُطبخ في شكل دائري ثم تُبرّج إلى أبراج صغيرة (قطع صغيرة).
وبصفة عامة، تحرص العائلات في عموم الجزائر على الخروج إلى الغابات والمروج للتمتع بخضرة الطبيعة وزهورها، وهناك يتناولون “البراج” باللبن، إضافة إلى ما يعدّونه من أطباق، كما تصطحب العائلات أطفالها ليلهوا ويلعبوا ويتعرّفوا على الطبيعة أكثر.
إلا أن احتفالات الربيع لدى سكان منطقة القبائل (الأمازيغ) والعاصمة، تتميز بطبق “تاقفلت” وهو كسكسي (أكلة شعبية تشتهر بها دول المغرب العربي) بالخضر الطازجة، وأيضا أكلة “تِكربابين” أو “العصبان” المصنوعة من الدقيق المعطر بالنعناع واللحم وتطبخ في المرق على شكل كريات صغيرة.
وتعود الاحتفالات في منطقة القبائل الأمازيغية خاصة، والجزائر عامة، إلى أيام الأجداد الأمازيغ، الذين كانوا يحتفلون بقدوم خيرات هذا الفصل الذي يلي فصل الغيث الوافر وهو فصل الشتاء، وقد أفرد الأمازيغ في الجزائر احتفالات أيضا بهذا الفصل تُسمى “عيد الشتاء.
أما في شرق البلاد فتحضر العائلات طبق “الرفيس”، وهو عبارة عن دقيق مُحلّى يُتناول مرفوقا باللبن، و”الفطائر التونسية” التي عادة ما تؤكل مرفوقة بالشاي أو بالحليب.وتصنع الأمهات لأبنائهن “كِسرة” صغيرة من الخبز تُسمّى “القُرصة” وهي عبارة عن قرص مدهون بأصفر البيض ومعه بيض مسلوق.
وتشتهر محافظة برج بوعريريج (300 كلم شرقي العاصمة) باحتفالات تسمى “شاو الربيع” وهي عبارة أمازيغية تعني “مطلع الربيع”، تخرج فيها العائلات بكثافة شديدة إلى المروج المحيطة بالمدينة وتتناول هناك “المبرّجة” وأطباقا تقليدية يتقدّمها “الرّفيس” باللبن.وفي مدينة أم البواقي (500 كلم شرق العاصمة) تحرص العائلات على حلق شعور أطفالها من الذكور.
ويتداول سكان الشرق الجزائري أقوالا شعبية ورثوها عن أجدادهم تتيمّن بالفصل وتدعو إلى الكدّ فيه ونبذ الكسل حتى يكون الحصاد وفيرا في قادم الفصول، ومن بين أهم الأقوال الشعبية “إذا روات في مغرس (شهر مارس) هيئ الخيل على ماه تدرس”، بمعنى “إذا ارتوت الأرض في شهر مارس فهيئ الخيل لموسم العمل.
وقول آخر “وإذا روات في أبرير (أبريل) هيئ المطامر فاه وهي تدير” أي”إذا ارتوت الأرض في شهر أبريل فافتح المطامر لتضع فيها الغلة المُنتظرة في الصيف”، وقول أخير “وإذا روات في مايو هزّوا المناجل وهياوا” بمعنى “إذا ارتوت الأرض في شهر مايو فاحملوا المناجل وهيا إلى الحصاد، لأن فصل الصيف سيكون وفير الخير”، واقتصرت هذه الأمثلة على شهور الربيع الثلاثة وهي مارس وأبريل ومايو.
وتحرص مناطق في الشرق الجزائري، مثل مدينة باتنة، على إقامة مهرجانات شعبية بالدفّ والناي والخيل، ويرقص الجميع احتفاء بهذا الفصل.
وفي محافظة وهران وعموم الغرب الجزائري تطهو العائلات أكلة “المبرّجة” والكسكسي بالخضر الطازجة، وتشترك في هذا مع عموم الجزائريين. وقالت حبيبة براهيمي، وهي ربة منزل، من شرق الجزائر، إن “الاحتفال بالربيع عادة ورثتها عن أمي.

وتابعت: “لم أسأل يوما أمي عن أصول هذه العادة، فما يهمنا هو أن نفرح بفصل بهيج يلي فصل الأمطار، ونحضّر في هذا الفصل “البراج” لنا ولأطفالنا، ونصنع لهم “القُرصة” وندهنها بأصفر البيض وننقشها بأشكال مختلفة ليستمتعوا بها، ثم يأكلوها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق