بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 10 أبريل 2015

سجن 'سركاجي' الجزائري من رهبة المقصلة إلى رواية التاريخ




العرب  صابر بليدي
        
يعد سجن سركاجي من أشهر السجون في الجزائر، وقد بني في عهد الحكم العثماني للبلاد وكان حصنا يحرس العاصمة من تحرشات الأسبان، ثم حولته السلطات الفرنسية الاستعمارية إلى سجن في عام 1856، وشهد العشرات من عمليات الإعدام في حق المناضلين الجزائريين أثناء ثورة التحرير.
وارتبط السجن بأبشع ممارسات التعذيب وتنفيذ أحكام الإعدام اللاإنسانية ضد المناضلين بالمقصلة، حيث احتضن المئات منهم في زنزاناته المظلمة والباردة قبل تنفيذ أحكام الإعدام فيهم. ومن بين هؤلاء أحمد زبانة وعبدالقادر فراج، اللذان أعدما في نفس اليوم بتاريخ 19 يونيو 1956، أو فرناند إيفتون الذي أعدم يوم 13 فبراير 1957.
وتقول مصادر تاريخية أن الجيش الفرنسي الذي كان يحكم الجزائر بيد من حديد، قام بإعدام ما لا يقل عن 58 مناضلا في سبيل القضية الوطنية، من بينهم سعيد تواتي وبوعلام رحال وطالب عبد الرحمن في ساحة السجن، التي كانت تشهد هتافات “تحيا الجزائر” المنبعثة من حناجر المناضلين من داخل الزنزانات، كلما نفذ حكم الإعدام في أحد منهم.
ويقول مقيم قديم في حي القصبة القريب، أن “السجن كان مكانا مروعا، وكان أحمد زبانة وعبدالقادر فراج، أول من نفذ فيهما حكم الإعدام، وكان هذا التنفيذ في غاية البشاعة حيث أعدم زبانة في ثلاث مرات، وأذكر جيدا أن هذا التنفيذ كان بشعا، حيث بقي زبانة حيا بعد محاولتين، قبل أن يستشهد في المحاولة الثالثة.
وأكد وزير العدل طيب لوح أن هذا القرار نابع خاصة من “طلبات مخرجين سينمائيين ومنتجين وفنانين للقيام بتصوير أفلام ولقطات داخل سجن سركاجي، الذي يبقى من بين المعالم الشاهدة على فظائع جرائم الاستعمار.
ومن بين مناضلي القضية الوطنية الذين مروا من هذا السجن، المناضل والشاعر مفدي زكريا صاحب النشيد الرسمي للدولة الجزائرية، هنري علاق، جميلة بوحيرد، رابح بيطاط، آن شتينر، زهرة ظريف، بن يوسف بن خدة وعبان رمضان.. وغيرهم.

وغداة الاستقلال اقترح الرئيس الراحل أحمد بن بلة تحويل السجن إلى متحف لوجود العديد من الكتابات التي تركها شهداء الثورة على الجدران، وتم بالفعل غلقه لمدة قصيرة وصنف معلما تاريخيا كشاهد على القمع الاستعماري، إلى أن أعيد فتحه سنة 1965 وتعاد تسميته بـ”سجن سركاجي”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق