بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 24 أغسطس 2014

شاطيء "واد بقراط" المنتجع الأمثل للاصطياف بعنابة



إذا كانت عنابة تلقب ب "الأنيقة الساحرة " و"جوهرة الشرق" و "لؤلؤة إفريقيا"، فإن شاطئها واد بقراط بسرايدي الجبلية يبقى المنتجع الأمثل للراحة و الاستجمام بالنظر لموقعه الساحر في أحضان جبال الايدوغ التي تطل على زرقة مياه البحر الأبيض المتوسط .
وعلى امتداد 1008  متر طولي تغطي رمال ذهبية ناعمة سطح هذا الشاطئ الذي يستند على مرتفعات الايدوغ الغنية بأشجار الفلين والزان وبساتين متعددة الثمار تبعث في نفوس هواة الاستجمام الإحساس بمتعة الراحة و السكينة والهروب من ضوضاء المدينة.
وبقدر ما تتعدد الأسماء التي تطلق على هذا الموقع السياحي بقدر ما تتعدد مؤهلاته فهو الموقع الساحر الذي تتعانق فيه زرقة السماء بزرقة مياه البحر وتتجمع بمرتفعاته التي تطل على الشاطئ " أضرحة و زوايا" لأولياء صالحين يتبرك برؤيتهم زوار الموقع على غرار زاوية سيدي علي غريب و سيدي براهم و بوقنة حسب ما قاله ل"وأج" أحد كبار أعيان بلدة سرايدي محمد ثابت .
وإلى جانب اسمه الحالي "واد بقراط "، يعرف هذا الشاطيء الساحر باسم "الشاطئ الكبير" و"شاطيء سرايدي" بالإضافة إلى شاطئ " جنان الباي " لتبقى التسمية الأخيرة الأكثر تداولا في أوساط السكان الأصليين بكل عنابة وسرايدي بالنظر إلى الروايات التي لا تزال متداولة بينهم .
وتفيد ذات الروايات بأن " الموقع كان يقصده إبان العهد العثماني بالجزائر باي قسنطينة حاكم عثماني و ذلك بشكل منتظم قصد الراحة والاستجمام صيفا و ذلك بعد أن اختاره وجهة صيفية من بين أجمل المواقع الساحلية بالشرق الجزائري ليأخذ بعدها الشاطئ اسم " جنان الباي " نسبة إلى باي قسنطينة على حد روايات أعيان المنطقة.
فالوجهة " جنان الباي "أو "واد بقراط " باسمه الرسمي الحالي الذي يعني وفرة المراعي و تمركز المربين منذ القدم بمنطقة سرايدي الجبلية تمثل اليوم مقصدا للسياح من داخل و خارج البلاد.
فقبل بلوغ " واد بقراط " يتمتع قاصدو الشاطيء بفسحة مريحة في أحضان الطبيعة يسلكون أثنائها طريقين جبليين يقطعان قلب جبال الايدوغ وسط ديكور تصنعه أشجار غابية تتعالى منها زقزقة طائر الحسون و يستوقف على امتدادها العابرون باعة خضر طازجة وثمار التفاح والتين الشوكي ذي النكهة المتميزة .
ويستقبل شاطيء واد بقراط يوميا ما بين 300  و 400 مركبة تنقل أكثر من 3 آلاف مصطاف ليتضاعف هذا العدد خلال عطل نهاية الأسبوع حسب ما ورد في إحصائيات فرقة الحماية المدنية التي تحرس الشاطئ .
وتستغل بشاطيء واد بقراط مساحات لركن المركبات غير محدودة السعة وذلك بالجهتين الشرقية والغربية ويشرف على تسييرها شباب من أبناء المنطقة مرخصين من طرف البلدية ويتقاضون مبلغا قيمته 100  د.ج مقابل ركن المركبة الواحدة .
وتقصد العائلات شاطئ سرايدي للاستجمام نظرا لنوعية مياهه النظيفة كما أن بعض المقاطع منه لا يتجاوز عمقها المتر الواحد و هو عمق يصلح كثيرا لسباحة الأطفال كما قالت السيدة ليندة وهي مصطافة تقيم بالمهجر اختارت سرايدي التي وصفتها ب"الجذابة" و "الفاتنة" بعد أن تنقلت عبر المحطة الاستجمامية " بونة بيتش" بشاطئ بالفيدار ثم عين عشير و رفاس زهوان "طوش" سابقا بمدينة عنابة قبل أن تستقر لقضاء باقي أيام عطلتها بسرايدي.
أما الشباب فالوجهة سرايدي تعني بالنسبة لبعض منهم مغامرات للصيد والاستكشاف ولحظات للسباحة والقفز من أعالي سلسلة صخرية تتخللها شواطئ صغيرة معزولة تحدها بالجهة الشرقية الصخرتين الأكثر شهرة في أوساط الشباب وهواة المغامرات البحرية بعنابة والمعروفتين باسم صخرتي "الأخوين."
وبالنظر إلى رواج الرحلات البحرية الاستكشافية باتجاه المواقع الصخرية ازداد إقبال المصطافين على شاطئ " واد بقراط " على النزهة عبر زوارق استجمامية مرخصة باتجاه المواقع صخرية غنية بالينابيع الطبيعية كمنطقة "واد سمحون " و" القاب " و" صخرتي الأخوين" و "عين بربر".
أما على مستوى الشاطئ الرملي " واد بقراط " المحروس طيلة موسم الاصطياف الذي يمتد من الفاتح من يونيو إلى غاية نهاية سبتمبر فتمتد طاولات و كراسي ومضلات مغطاة بنبات الديس الطبيعي يوفرها 28  مستغلا من الشباب مرخصين من طرف البلدية لإيجارها بأسعار تتراوح ما بين 300  و 500 د.ج للوحدة.
ولكسر هاجس العزلة وتقديم خدمات الإطعام بشاطئ سرايدي تسهر المطاعم الخمسة التي فتحت بواد بقراط تحضير مأكولات خفيفة تتنوع بين البوراك و لحم مشوي والسندوتشات المحمولة و بيع المشروبات الباردة منها والساخنة بالإضافة إلى بعث أجواء للتنشيط الفني الموجه للكبار والصغار.
وتتواصل السهرات الصيفية للعائلات بشاطئ واد بقراط إلى ساعات متأخرة من الليل حيث تمتزج الطبوع الموسيقية التي تنبعث من مطاعم ومقاهي الشاطئ ليصنع على أنغامها الأطفال و الشباب مشاهد للرقص تبعث الإحساس بالمرح في نفوس المصطافين كما أشارت إلى ذلك السيدة حنيفة التي أكدت بأنها تصر على اصطحاب أحفادها كلما تعلق الأمر بالوجهة " جنان الباي".
وعلى الرغم من المؤهلات الطبيعية المتميزة والتي تحتاج إلى تثمين فإن المصطافين بشاطئ واد بقراط يتأسفون لمظاهر تراكم النفايات وعجز المصالح المعنية لبلدية سرايدي على التحكم في تسييرها بصفة منتظمة وفعالة بسبب نقص الإمكانات بالإضافة إلى غياب المفارغ العمومية .
فموقع سرايدي الذي استفاد من مشروع منطقة للتوسع السياحي تتربع على 1375هكتارا في حاجة عاجلة و ماسة على حد تعبير منتخبي المجلس الشعبي لبلدية سرايدي لعمليات تهيئة لحماية الموقع من زحف عمراني غير مدروس .

كما يحتاج هذا الموقع حسبهم- إلى تجسيد المشروع السياحي الذي انتهت بشأنه الدراسة و المتضمن إنجاز مقرات سياحية و أخرى تجارية وخدماتية في شكل بيوت خشبية (بنغالوهات) وفتح مسالك جديدة وتهيئة حظائر لركن السيارات و أجنحة للعب مع احترام الخصوصيات الطبيعية للموقع.  

الجمعة، 22 أغسطس 2014

تحية واعتذار

مدونة "كل شيء عن الجزائر" تحيي قراءها ومتابعيها منمختلف أنحاء العالم، وتعتذر عن توقفها عن النشر لمدة زادت عن الشهر لظروف طارئة، لكنها تعدكم بالنشر الجدي والجديد لكل ما يتعلق بتاريخ الجزائر وجغرافيتها، وعاداتها وسياحتها وأعلامها الفضلاء، دمتم معنا مهتمين ومساهمين.

الأربعاء، 20 أغسطس 2014

على شاطئ 'مداغ' الجزائري كأنك في الكاريبي وهاواي



شاطئ 'مداغ' بمحافظة وهران يتحول مع حلول الصيف إلى قبلة للعائلات الراغبة في الهدوء والسكينة، حيث بات مقصدا للسياح من داخل الجزائر وخارجها.
العرب  إلياس وهبي           

 على ساحل يجمع بين الجبال والغابات والسهول يقع شاطئ “مداغ” الجميل في وهران الجزائرية، حيث صار سحر المكان قبلة كل من يحب البحر، تستهويه رماله الذهبية وتنعشه نسماته.
يتحوّل شاطئ “مداغ” بمحافظة وهران غرب الجزائر، مع حلول فصل الصيف إلى قبلة للعائلات الراغبة في الهدوء والسكينة، حيث بات مقصدا للسياح من داخل وخارج الجزائر، الذين سُحروا بروعة مناظره؛ فعقدوا العزم على العودة إليه مجددا.
ويقول حميد ختان، شاب في العقد الثالث من العمر، يقيم بمحافظة وهران (450 كلم غرب الجزائر العاصمة): “زرت شاطئ مداغ قبل سنوات، وكم كانت دهشتي كبيرة.. إن المكان فعلا أكثر من رائع″.
وتابع ختان: “ما سحرني فعلا رمال الشاطئ النظيفة والذهبية وصفاء مياهه. لقد خلت نفسي أني في جزر الكاريبي (أرخبيل من الجزر يقع في قارة أميركا)، أو هاواي (ولاية أميركية على شكل أرخبيل من الجزر في المحيط الهادئ)، التي شاهدت أشرطة وثائقية عنها في قنوات تلفزيونية”، ومضى ختان قائلا: “لقد وقعت في عشق هذا المكان الساحر؛ لذلك تجدني مع حلول كل صيف أذهب إليه لأقضي أوقاتا ممتعة مع أصدقائي”.
ويقع شاطئ “مداغ” على بعد حوالي 80 كلم غرب وهران، على الحدود مع محافظة عين تموشنت (500 كلم غرب العاصمة)، الطريق إليه ممتع، كونه يخترق مساحة غابية في شكل منعرجات، يكتشف من خلالها الزائر مناظر طبيعية خلابة، صنعتها تلك الجبال التي تكسوها الخضرة، وتقابلها زرقة البحر، ما يبعث على الراحة النفسية.
             
"مداغ" قبلة العائلات الجزائرية الهاربة من صخب المدينة
وفي السياق نفسه، ذكر سفيان ياحي، في العقد الخامس من عمره، يقيم بوهران، أنه عندما يحل فصل الصيف يذهب برفقة ابنته الصغيرة إلى شاطئ “مداغ” هربا من ضوضاء المدينة.
وأضاف ياحي، أن لديه أقارب يقيمون في فرنسا، كلما حلوا ضيوفا عنده اصطحبهم معه إلى “مداغ”، “إنها أجمل هدية أقدمها لهم”، على حد قوله.
أما عائلة سامي المنحدرة من محافظة بلعباس (500 كلم غرب العاصمة)، فقد اعتادت هي الأخرى المجيء إلى “مداغ”، حيث قالت الأم لامية: “شاطئ مداغ يبعد مسافة ساعتين عن مقر سكنانا، لكننا لا نتردّد في المجيء إليه كل نهاية أسبوع، لقد سحرنا المكان فعلا”.
وتابعت: “ما يثير إعجابي فعلا هي نظافة الشاطئ والغابة الجميلة التي تحيط به”.
وإذا كان شاطئ “مداغ” قد سحر زواه، فإن الغابة المحيطة به، أضحت هي الأخرى مقصدا للعشرات من العائلات، التي جعلت منها مكانا للشواء وتحضير الشاي تحت الجمر في جو مفعم بالمرح، الذي يصنعه أطفال وجدوا الغابة مكانا للتحرّر من ضغط المدينة.

وتعوّل السلطات بمحافظة وهران، على شاطئ “مداغ” كي يكون في قادم السنوات أداة جذب سياحي، حيث تتم حاليا دراسة عديد العروض التي قدمتها شركات أوروبية لإنجاز سفينة سياحية ضخمة على ضفافه تحمل مواصفات عالمية.